ما وراء الاحتياطي والمديونية

تم نشره الأحد 24 آب / أغسطس 2014 12:54 صباحاً
ما وراء الاحتياطي والمديونية
د. فهد الفانك

المديونية بالعملة الأجنبية هي الوجه المعاكس لاحتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية ، وإذا كان ارتفاع احتياطي البنك المركزي يدعو للاطمئنان فإن ارتفاع المديونية الخارجية تدعو للتخوف.
الوضع المثالي المرغوب فيه هو أن يرتفع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية وتهبط مديونية الأردن بالعملات الأجنبية ، ولكن هذا الوضع شديد الطموح وبعيد المنال في الظروف الموضوعية الراهنة.
يكفي في هذه الحالة أن يكون الميزان لصالح الاحتياطي ، بمعنى عدم السماح للمديونية الخارجية بأن ترتفع بأكثر من ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية.
ماذا حدث خلال الشهور الخمسة الأولى من هذه السنة؟ تقول أرقام البنك المركزي فيما يتعلق بالاحتياطي ، وارقام وزارة المالية فيما يتعلق بالمديونية الأجنبية ، أن الاحتياطي ارتفع بما يعادل 915 مليون دينار ، أما الدين الأجنبي فقد ارتفع بمقدار 456 مليون دينار ، أي أن المركز الصافي تحسن بمقدار 459 مليون دينار ، أي بمعدل يناهز 92 مليون دينار شهرياً ، وهذا وضع يدعو للارتياح إذا استمر.
من المفهوم أن تشير الحكومة إلى وجه واحد من وجوه هذا الميزان وتقول أن احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية يواصل الارتفاع كبرهان على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. ولكن ناقداً للحكومة يستطيع أن يشير في المقابل إلى أن صافي المديونية الخارجية قد ارتفع ومرشح للمزيد من الارتفاع بعد صدور سندات اليورو دولار ، ويستنتج أننا وإن كنا نسير في الاتجاه الصحيح في مجال إدارة المالية العامة إلا أن هناك مخاطر من ارتفاع المديونية الخارجية يجب أن تؤخذ بالحساب.
هذا فيما يتعلق بما حدث خلال الشهور الخمسة الأولى من هذه السنة التي تتوفر أرقامها ، أما الصورة الكلية فتدل على أن الوضع يبقى مطمئناً طالما أن ما يملكه الأردن من العملات الأجنبية (الاحتياطي) يزيد عما هو مدين به بتلك العملات ، ذلك أن المديونية الخارجية في نهاية أيار الماضي بلغت 7690 مليون دينار في حين بلغ احتياطي البنك المركزي في التاريخ نفسه 9425 مليون دينار أي بزيادة صافية قدرها 1735 مليون دينار.
هذا الوضع مريح ، ومعناه أن المركز الصافي للأردن دائن للعالم الخارجي بالعملات الاجنبية ، وعلى الحكومة أن تحافظ على هذه المعادلة بعدم التوغل في الاقتراض بالعملات الأجنبية.

(الرأي 2014-08-24)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات