الآن ننتقد «المعلمين» ونحاسبهم...!!

تم نشره الإثنين 01st أيلول / سبتمبر 2014 12:42 صباحاً
الآن ننتقد «المعلمين» ونحاسبهم...!!
حسين الرواشدة

عن قناعة تامة،دافعت عن “المعلمين” واضرابهم،وعن قناعة تامة ايضاً استأذن في انتقادهم ومحاسبتهم،وفي الحالتين اعترف بأن احترامي “للأساتذة” الذين علموني وما زالت اسماؤهم محفورة في عقلي ووجداني،هو الدافع الوحيد الذي يحرك ضميري دائماً في اتجاه “الانتصار” للمعلم،ولهذا لم أجد من اللائق ابداً –لا مهنياً ولا اخلاقياً- أن اشارك في حملة “الانتقاد” التي قامت ضد النقابة والاضراب ليقيني بأن المعلمين –كطرف ضعيف- احوج ما يكونون لمن يقف معهم،أما الان فقد قضي الامر وتم تعليق الاضراب وصار بوسعي أن اضع وجهة نظري الاخرى في (7) ملاحظات .
الملاحظة الاولى : على امتداد السنوات الماضية التي مرّت على تأسيس نقابة المعلمين لم نسمع صوت المعلمين الاّ على “شكل اضراب” وفيما كانت الحراكات تحتج في “الشارع” للمطالبة بالاصلاح،والنقابات الاخرى تتفاعل مع قضايا المجتمع،ظل المعلمون ونقاباتهم يتفرجون على المشهد،وكأنهم ليسوا جزءاً من هذا المجتمع،ولا يهمهم فيه الا ما يتعلق بحقوقهم فقط.
الملاحظة الثانية هي ان “نقابة” المعلمين التي “اغلقت” قنواتها مع المجتمع ومؤسساته الاعلامية والاجتماعية لم تكتف بتلك القطيعة غير المبررة،وانما تعمدت “معاقبة” هذا المجتمع من خلال فرض “الاضراب” كحل وحيد عليه،ثم تعمدت ايضاً الاساءة لكل من اتهمها “بالخطأ” لدرجة ان النقيب وصف الفتوى التي صدرت عن دائرة الافتاء بأنها “عيب”،وشن حملة ضد الاعلام بحجة انه تم تجييشه ضد المعلمين،ثم انه تجاهل تماماً الاشارة الى “الاعلام” المنصف فلم يذكره في بيان فك الاضراب،والاغرب من ذلك ان النقابة التي عاقبت المجتمع واساءت اليه لم تتردد في مطالبته بالوقوف الى جانبها والدفاع عن “اضرابها”.
الملاحظة الثالثة هي ان النقابة التي وضعت المجتمع تحت “الامر الواقع” واستغلت انحيازه وتعاطفه مع “المعلم” لم تفكر على امتداد اكثر من 6 شهور بالانفتاح عليه والحوار معه او شرح مطالبها له،وكأنه ليس شريكاً لها في الموضوع،وبالتالي فإنها تعاملت قبل الاضراب واثناءه مع هذا المجتمع بمنطق “الاستعلاء” فخسرته للأسف بدل ان تكسبه.
الملاحظة الرابعة: مع الاحترام لمطالب المعلمين المشروعة التي كانت سبباً في اعلان الاضراب،فقد غابت تماماً عن “النقابة” حقوق الطلبة،لدرجة اصبح واضحاً معها ان النقابة معنية بالمعلمين فقط،فيما لا علاقة لها “بجمهورها” من الطلبة،على خلاف القواعد والاصول التي التزمت بها كل النقابات حين وازنت بين ما لمنتسبيها من حقوق وما “لزبائنها” والمجتمع التي تتعامل معه من واجبات،وكان يفترض ان تتضمن مطالب “الاضراب” جزءاً من حقوق الطلبة باعتبار “النقابة” الطرف المعني بالدفاع عنهم لا بمعاقبتهم فقط.
الملاحظة الخامسة: لقد انشغلت النقابة على مدى خمسة شهور بالاعداد للإضراب والحوار حول “مطالب” المعلمين فيما لم نسمع حتى الآن عن انجاز حقيقي لها ،لا فيما يتعلق بانقاذ النظام التعليمي الذي كشفته نتائج الثانوية الاخيرة وامتحان كفاءة المعلمين،ولا فيما يتعلق ببرامج تدريب المعلمين ورفع كفاءتهم ومحاسبتهم على اخطائهم،ومن المفارقات ان النقابة على مدى ثلاث سنوات لم تحاسب اي معلم على تجاوز،ولم تنظم مؤتمراً واحداً حول “التعليم” ومشكلاته التي لا تعدّ ولا تحصى.
الملاحظة السادسة: رغم اننا لا نستطيع ان نؤكد او ننفي شبهة “التوظيف” السياسي لاضراب النقابة،الاّ ان ادارة الازمة عكست في ايقاعاتها واختيار توقيتها واعلان نهايتها،نغمة “سياسية” حرفتها عن المسار المهني،ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح عند المقارنة بين مسوده المطالب وما تحقق منها فعلاً، او بين ما تم استخدامه من وسائل للتصعيد والضغط وبين استسهال اللجوء الى الاضراب،زد على ذلك ما كشفته النقاشات داخل مركزية المعلمين اثناء جلسة فك الاضراب والتي وصلت الى اتهام بعض الاعضاء للنقابة بأنها “باعت” قضية المعلمين.
الملاحظة السابعة: الان بعد ان خرج المعلمون من الاضراب وانتزعوا جزءاً من مطالبهم،هل سيردون التحية على طلبتهم ومجتمعهم بأحسن منها،وماذا ستكون اولوياتهم في المرحلة القادمة؟ للأسف ما تضمنه بيان فك الاضراب يشير الى فصل واحد يتعلق “بالحقوق” والتلويح باضراب جديد...الأمر الذي يدفعنا الى الشعور بالخيبة...على أمل ان نسمع ما هو عكس ذلك.

(الدستور 2014-09-01)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات