هؤلاء يتحدثون باسم المجتمع !

تم نشره الأربعاء 03rd أيلول / سبتمبر 2014 02:42 صباحاً
هؤلاء يتحدثون باسم المجتمع !
حسين الرواشدة

يبدو مجتمعنا الآن وكأنه (عاجز) عن تقديم ممثلين له، يتحدثون باسمه ويدافعون عن قضاياه، وهذا ( العجز) بالطبع دفع آخرين الى التسلل للواجهة، لاعادة التذكير بأنفسهم، وتلميع صورتهم واقناع الجمهور بأنهم مازالوا حاضرين في المشهد، وشركاء في صناعته، وجاهزون لاستئناف الدور الذي بدأوه والوظيفة التي استقالوا منها.
لايمكن لأحدنا ان ( يحتكر) حق تمثيل المجتمع في التعبير عن طموحاته ومشكلاته، لكن ثمة من يريد أن (يوهمنا) بأنه ( المنقذ) وبأن وصفاتنا المزدحمة بالمطالب والاحتياجات لا تصرف الا من خلال ( صيدليته)، وثمة من يريد أن يأخذنا الى ( استعراضات) سياسية لا علاقة لها بمجتمعنا وأولوياته، ولا جدوى منها سوى ( ادامة) لعبة المقايضة وتسديد بعض الحسابات السياسية.
خوف المجتمع من القادم يدفعه الى الانصات، وانتظار ( الفرج) بغض النظر عن العنوان الذي خرجت منه اشارات (وهم :ادق ) الانفراج، وهذا الصمت - كما اعتقد- ليس صمت العاجزين وانما صمت الصابرين، ولا يعبر عن القبول بالواقع وانما عن ( التكيف) معه على امل تغييره، ووظيفة من يتطوع لاقناع الناس بالقبول أو التكيف تتجاوز تزيين هذا الواقع أو تبريره الى تقديم ما يلزم من تفسيرات له، ومنطق للخروج منه وتصورات صادقة وموضوعية للتعامل معه، بنية المعالجة الحقيقية وليس ( التهدئة) المؤقتة العابرة.
في مرحلة ( استرخاء) المجتمع كان يفترض أن نتحرك في اتجاهين اتجاه اعادة الهمة للناس بعد أن أدركهم التعب، واتجاه اعادة الامل لهم لتبديد ما أصابهم من احباط ويأس، لكننا للأسف نفاجأ بأن الذين تصدروا مشهدنا اعادوا انتاج الصورة من جديد وكأنهم يريدون ( استثمار) هذا التعب واليأس في مجالاتهم الخاصة، فيما مجالنا العام يعاني من القحط السياسي والارتباك.
لابدّ أن نفكر الآن بشكل جدّي في اطارين على الأقل: أولهما اعادة الاعتبار ( للمجتمع) من خلال الانصات للأصوات الحقيقية التي تمثله، والتصالح مع مكوناته وطموحاته ومطالبه، ووقف ( ماراثون) السباق الذي يجري باسمه من قبل ( العائدين) لاقتحامه والباحثين عن ( حظوظهم) فيما تبقى تحت ركامه، أما الاطار الآخر فهو الانتقال من حالة ( الوجوم) الى حالة ( الفاعلية) سواء في المجال الاجتماعي الذي تداهمه ( الكوراث) بسبب اللجوء وتداعيات الحروب المشتعلة حولنا أو المجال الديني الذي تراكمت فنه ( التجاوزات)
والاخطاء أو المجال الاقتصادي الذي يعاني من الاختناق.
حالة ( الوجوم) التي ذكرتها سلفا لا تعني ( الركود) و الاسترخاء والدوران على هامش الاحداث وانما تعني ايضا الاحساس بوهم عدم القدرة والرهان على الوقت والاعتماد على ( المنطق) القديم في التعامل مع المستجدات والاستغراق في حسابات ( اللحظة) والتعويل عليها بدل استدراكها وتوظيفها بما يلزم من حلول ومعالجات.
كل هذا ( الجهد) يحتاج الى خطاب جديد ومبررات جديدة أيضا وفق اعتبارات أهمها : أن من يتصدى له يفترض أن يتحلى بالمصداقية والثقة والاحترام من قبل الناس، وأن ما يحمله من مضامين يتناسب مع ( وعي) المجتمع واحتياجاته ويحظى بقبوله، وأن ما يهدف اليه ليس مجرد (طلاء) الجدران وتزيين الصورة وانما ( مصارحة) المجتمع بالواقع وتحدياته، والعمل معهم على مواجهة مشكلاته وازماته.
باختصار صحيح أن بلدنا في هذه المرحلة تجاوز ما حدث من انفجارات داخل الاقليم، لكن الصحيح ايضا هو أن التحديات التي تواجهه تبدو أخطر...

(الدستور 2014-09-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات