تربويون : الأردن حقق نتائج متقدمة في محو الامية

تم نشره الأحد 07 أيلول / سبتمبر 2014 01:57 مساءً
تربويون : الأردن حقق نتائج متقدمة في محو الامية
احدى مدارس محو الامية - ارشيفية

المدينة نيوز - أدرك الأردن ما تسببه مشكلة الامية من عقبات أمام برامج التنمية المستدامة , فعملت وزارة التربية والتعليم على فتح مراكز لتعليم الكبار ومحو الأمية وتوسعت فيها حتى شملت جميع أرجاء المملكة لتوفير الفرص التعليمية للمواطنين الذين حالت ظروفهم دون مواصلة تعلمهم وهم في سن التعليم المدرسي .

كما سعى إلى التغلّب عليها بما يسهم في تحسين نوعيّة حياة الأفراد، وزيادة إنتاجيّتهم ورفع مداخيلهم، ورفد سوق العمل بالكوادر الفنيّة المدرّبة والمؤهّلة إيمانًا بحقّ التعليم للجميع حقًّا أصيلا كفله الدستور الأردني .

وزير التربية والتعليم الاسبق وجيه عويس قال لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الاردن حقق نتائج ملموسة في تناول محو الامية ، ومنذ نشأة الإمارة وحتى اليوم وهو منشغل بقضية التعليم وتطويرها ، وتتجلى النتائج في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ، حتى وصل الاردن إلى ما وصل اليه من نسب متقدمة جدا مقارنة بدول العالم في تعزيز محو الأمية .

واضاف ان ذلك كان نتيجة قرارات هامة عملت على نشر التعليم من خلال بناء المدارس في المدن والقرى والبادية واسهمت في تعليم الكثير من الاباء والامهات واعطائهم الفرص من خلال اهتمام الدولة الاردنية ما أدى إلى لمس النتائج المبهرة التي يفخر بها الاردن مؤكدا اننا نسعى اردنيا لان يكون التعليم 100 بالمئة , من خلال الاستراتيجيات التي تتبنى موضوع محو الامية .

وطالب عويس باهتمام وزارة التربية والتعليم بتعزيز الثقافة المتجمعية إلى جانب محو الامية .

ووفق الخبير التربوي أحمد الحراسيس فان جهود الاردن كبيرة في مجال محو الامية من خلال مراكز محو الأمية وتعليم الكبار , وتعتبر نسبة الأمية في الاردن ضئيلة جدا , فالتعليم متاح لكبار السن .

وقال ان رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ان التعليم هو الاستثمار الحقيقي في الأردن , مشيرا الى ان الاردن حاول ويحاول القضاء على الامية من خلال البرامج الموجهة لهذه الفئة , وتعتبر رغبة كثير من الاميين في قراءة القرآن الكريم وتعلم الحساب والارقام في عصر دخلت فيه التكنولوجيا كل منزل عاملا اساسيا في القضاء على الامية.

ويفتخر الحراسيس قائلا " ان والدتي استفادت من هذا البرنامج قبل سنوات ولا ازال امتلك صورة لي وانا اساعدها في القراءة " مشيرا الى وجود مشروعات تدعم محو الامية : منطقة بلا امية في لواء دير علا , قضاء بلا امية في قضاء ام الرصاص , كما ان التعليم الإلزامي من الصف الاول الى العاشر ساعد في تحجيم الامية حيث ان لا خيار للأهل في عدم ارسال ابنائهم للتعلم من عمر 6 الى 16 كون التعليم الزاميا وتحت طائلة المسؤوليه للأهل.

الخبير التربوي الدكتور عبد الله المانع من الجامعة الاردنية قال ان وزارة التربية والتعليم دأبت على فتح مراكز تعليم الكبار ومحو الأميّة في أيّ تجمّع سكّاني يتوافر فيه 10 دارسين فأكثر، وحرصت على أن تقدّم لملتحقي هذه البرامج الكتب والقرطاسيّة وبعض الحوافز مجانًا.

واضاف انّ برنامج محو الأميّة يقسم من حيثُ المستوى التعليميُّ إلى مرحلتين: الأولى , مرحلة المبتدئين مدّة الدراسة فيها 16 شهرًا أو عامين دراسيين، يمنح المتخرّج فيها شهادة تعادل شهادة الصّف الرابع الأساسي، أمّا الثانية وهي مرحلة المتابعين فمدّة الدراسة فيها 16 شهرًا أو عامين ، يمنح المتـخرج فيها شهادة تعادل شهادة الصّف السادس الأساسيّ.

ونوه بان الوزارة اهتمت بالتعليم غير النظاميّ لدوره الكبير في تعميم التعليم، ولأنه يقدّم الخدماتِ التعليميّة للمواطنين الكبار الذين فاتتهم فرص التعليم، وجاء هذا الاهتمام تنفيذًا للتوجيهات الملكيّة السامية، وتوصيات مؤتمر التطوير التربويّ الأول، وخطط التطوير التربويّ الفرعيّة.

وقال ان هذا النوع من التعليم حقق إنجازاتٍ ملموسة في جميع مجالاته, حيث انتشرت مراكز تعليم الكبار ومحو الأميّة في ربوع الوطن كلها، ما ساهم في معالجة الـعديـد من القضايا والـمشكلات , فمن الناحيّة التعليميّة ساهمت هذه البرامج في توفير فرص التعليم للذكور والإناث على حدّ سواء، الأمر الـذي أدّى إلـى تعميق الوعي الوطنيّ والقوميّ لديهم محققًا العدل والمساواة فيما بينهم.

ومن الناحية الاجتماعيّة أكّدت هذه البرامج على الاهتمام بشخصيّة الفرد الجسميّة والصحيّة والنفسيّة، وأكسبته المهاراتِ الاجتماعيّة والأنشطة اللازمة التي تساعده في مواجهة مشكلات الحياة، ومن الناحية الاقتصاديّة أدت إلى إشباع رغبات الفرد واهتماماته وميوله، وزادت من الإنتاجيّة في العمل حَسَبَ ما تتطلّبه حاجات المجتمع وسوق العمل، ما أدّى إلى رفد المجتمع بالكفاءات المِهْنِيّة والقوى العاملة المدرّبة والمؤهّلة التي تسهم في نهوضه.

وقال إنّ الوزارة تتطلّع إلى مواصلة محاربة جيوب الأميّة والتركيز على المناطق التي ترتفع فيها نسبة الأميين، وإعطاء الأولويّة للقطاع النسائيّ من حيثُ رفع نسب التحاقهن وفتح المراكز الخاصّة بهن، كما تحرص على الانتقال من محاربة الأميّة الأبجديّة إلى محاربة الأميّة الوظيفيّة، وتعمل على الاستمرار في تدريب أكبر عدد ممكن من معلّمي الكبار وتأهيلهم فنيًّا .

كما عملت الوزارة مؤخّرًا على تطوير كتب ومناهج تعليم الكبار ومحو الأميّة لتنسجم وحاجات هذه الفئة المجتمعيّة ومتطلباتها, ولكي تواكب هذه الفئة التطوّرات العالميّة،أضيف إلى كتبها المقرّرة مبحثا اللغة الإنجليزيّة والحاسوب.

وقال ان الوزارة تعكف على تحقيق التعلّم مدى الحياة، من خلال تطوير برامج ما بعد محو الأميّة، مثل برنامج الدراسات المسائيّة وبرنامج الدراسات المنزليّة، بما يتناسب معَ قدرات الدارسين في إطار التعليم المستمرّ والموازي للتعليم النظامي , مشيرا الى ان الوزارة عملت بالتعاون معَ مؤسسة كويست سكوب والعديد من الشركاء على تنفيذ برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين من خلال فتح 51 مركزًا، التحق بها ما يقارب سبعة الاف دارس ودارسة خلال السنوات التسع الماضية.

ووفقا للناطق باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد فقد بلغ عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية التي تم افتتاحها للعام الدراسي 2013 / 2014 - 479 - مركزاً بواقع 453 للإناث و26 للذكور ، التحق بها 5763 دارساً ودارسة بواقع 5449 دارسة و314 دارساً.

وقال انه نتيجة للخطط الإجرائية التي تنفذها الوزارة في إطار محو الأمية ، فقد انخفضت نسبة الأمية من 88 بالمئة العام 1952 إلى 67.6 بالمئة العام 1961 وإلى 19.5 بالمئة العام 1990 إلى أن وصلت النسبة العامة للأمية حتى نهاية عام 2013 ، إلـى 6.8 بالمئة بواقـع 3.7 بالمئة للذكور و 10.1 بالمئة للإناث ، حسب إحصائيات دائرة الإحصاءات العامة، والعمل جار على تخفيض هذه النسبة إلى النصف بحلول العام 2015 ، عما كانت عليه في سنة الأساس 2001، حيث يعتبر الأردن من بين ثلاثين دولة ممن لديها احتمالية كبيرة في تحقيق هذا الهدف.

وأكد الجلاد ان تقرير الرصد العالمي لمؤشرات التعليم للجميع لعام 2007، الذي أصدرته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اظهر أن الأردن جاء في المرتبة الثانية عربياً على مؤشر التقدم باتجاه تحقيق أهداف التعليم للجميع ، في حين تعتبر منطقة العالم العربي من أدنى معدلات القرائية في العالم ، حيث يوجد هناك حوالي 70 مليون عربي تشكل النساء ما يقارب الثلثين منهم ، ما يعتبر تحدياً للنظم التربوية العربية لتبني مداخل ونظم اكثر فعالية في التصدي للأمية وتوسيع فرص الالتحاق بالتعليم وسد منابع الأمية.

وحسب اليونسكو التي تحتفي بهذا اليوم فان موضوع اليوم الدولي لمحو الأمية لعام 2014 هو "محو الأمية والتنمية المستدامة" , اذ ان محو الأمية إنما يمثل عنصراً من العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة، فهو يُمكّن الناس لكي يكون في مقدورهم اتخاذ القرارات الرشيدة في مجالات النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والإدماج البيئي , ويُعد بمثابة الدعامة التي يستند إليها التعلم مدى الحياة كما أنه يقوم بدور مؤسس حاسم في بناء مجتمعات تتميز بالاستدامة والازدهار والسلام.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات