صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل صفقة الغاز بين إسرائيل والأردن
المدينة نيوز :- كشفت تقارير إسرائيلية أن صفقة الغاز التي أبرمت بين إسرائيل والأردن مؤخرا تمت بدعم ورعاية أمريكية لخدمة أهداف إستراتيجية متعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز ما تعتبره الولايات المتحدة "المحور المعتدل".
"وقالت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية: "بعد أيام من توقيع اتفاق تصدير الغاز للأردن، تتكشف تفاصيل جديدة حول الدور الأمريكي العميق، ويتضح أن عدة عوامل لعبت خلف الكواليس للدفع بالصفقة وإخراجها إلى حيز التنفيذ ومنها: الدعم المتواصل لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والمتابعة النشطة للسفير الأمريكي ستيورات جونز، ودور الوساطة الذي لعبه المبعوث الخاص للخارجية الأمريكية عاموس هوخشتين، واللقاء بين ملك الأردن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو .
ونقلت عن مصدر مطلع على تفاصيل الصفقة قوله: " إن من وقف خلف الاتفاق ودفع لإتمام الصفقة كان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري وذلك من منطلق تأسيس المحور المعتدل في الشرق الأوسط الذي يضم الدول العربية المعتدلة وإسرائيل. وأوضح المصدر أن كيري التقى ممثلي الوفدين وشجعهم على إتمام الاتفاق. مشيرا إلى أن «التأييد الأمريكي كان ملموسا طوال الوقت – فبالنسبة للولايات المتحدة الاتفاق هو خطوة إستراتيجية وعامل استقرار».
وأضاف التقرير أن مهندس الصفقة ومن رافق المحادثات بكل مراحلها خلال السنة الأخيرة هو السفير الأمريكي في عمان (أنهى مهماته الشهر الماضي)، جونس، فقد حضر معظم الجلسات بين الممثلين الإسرائيليين والأردنيين. ورغم أنه أنهى مهمته الشهر الماضي فقد حضر حفل التوقيع الذي نظم في السفارة الأمريكية في عمان، وكان اختيار المكان يرمز إلى الرعاية الأمريكية للاتفاق.
وقال المصدر إن «تدخل المسؤولين الأمريكيين في مجال الطاقة هو جزء من إستراتيجية أمريكية لتعزيز الدول المعتدلة في الشرق الأوسط وتشجيع العلاقات الاقتصادية بينها».
وكان مدير سياسات الطاقة الدولية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، سيمون هندرسون، قال مؤخرا لمجلة "فورين بوليسي" أن "الغاز الإسرائيلي هو ذخر هام للسياسات الخارجية. إسرائيل تصنع معروفا للولايات المتحدة عن طريق استخدام الغاز الطبيعي كأداة للاندماج الإقليمي، والاندماج الاقتصادي بالتأكيد، وربما السياسي".
مصدر آخر، قال: "الامريكيون كانوا إشبين الاتفاق. والعامل المحرك. كان لهم دور في كل مراحل المحادثات. فالولايات المتحدة تهتم بالاردن وبتعزيزها ودعمها، قد يكون الأمريكيون يخشون إفلاس المملكة".
وقال التقرير إنه رغم الدور الأمريكي الفاعل، فإن مطلعين على تفاصيل الصفقة أكدوا أن التوقيع النهائي تأتّى بعد لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، والملك الأردني عبد الله الثاني، ( في نفس الزيارة قيل أن نتنياهو التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس). وقالوا إن التوقيع على الاتفاق حصل فقط بعد الحصول على موافقة القادة. وأشاروا إلى أن «توقيع الاتفاق بعد وقت قصير من توقف الحرب على غزة يشير إلى التزام الجانبين بالصفقة».
وكان الأردن يعتمد على الغاز المصري حتى عام 2011 حيث تعرضت أنابيب الإمداد للتفجير، وتشتري اليوم الغاز من قطر، والصفقة التي أبرمت مع شركة "نوفل أنيرجي" لتصدير الغاز للأردن من حقل "لفيتان" تبلغ قيمتها 15 مليار دولار.
وتضمن الاتفاق أن تقيم الشركة الإسرائيلية شركة أميركية لغرض التعامل مع الأردن، أي شركة ظل تقام لهذا الغرض فقط. يفترض أن تقوم هذه الشركة بشراء الغاز من لفيتان وبيعه للشركة الأمريكية التي بدورها تبيعه للأردن.