الأردن بلد الأكاديميين

تم نشره السبت 13 أيلول / سبتمبر 2014 12:32 صباحاً
الأردن بلد الأكاديميين
مأمون علاونة

يمتاز بلدنا الأردن بغزارة إنتاجه من الأكاديميين لشدة إهتمام أبنائه بالتعليم الأكاديمي، حيث المنطلق للغالبية العظمى من الشباب والبنات أن حياتهم كأعضاء عاملين في المجتمع تبدأ أو لا تبدأ بحصولهم أو عدم حصولهم على الشهادة الجامعية الأولى على الأقل. وفي هذا الأمر فائدة كبيرة وضرر كبير.
أما الضرر فيتلخص بالهدر الكبير للجهد والمال والوقت من قبل الكثيرين للحصول على الشهادة دون الاستفادة منها على نفس القدر.. بمعنى أن كثيراً من فرص العمل المتاحة في مجتمعنا يشغلها حملة البكلوريوس في شتى الاختصاصات دون أن يعملوا في تخصصهم، بل إن ما يقومون به من أعمال لايتطلب أصلا شهادة جامعية... ومن الممكن جداً ملء تلك الوظائف بحملة شهادة التوجيهي أو أقل من ذلك. وبنفس الوقت فإن كثيرا من الأعمال تؤدى من قبل عمالة مستوردة بسبب قلة عدد الأرنيين الذين يقبلون بتلك الأعمال ... بينما يمكن أن تشغل مواقع العمل هذه من أردنيين لو كان نظام التعليم يوجه الشباب الى التعيم المهني أكثر من الأكاديمي ولو كان المجتمع خالياً من عقدة الشهادة الجامعية الأولى كمنطلق لبدء حياة كريمة أو حتى لتحسين قبول الشباب أو البنات للزواج بمستوى لائق.
أما الفائدة الكبيرة فهي تتبلور عملياً في تصدير تلك الكفاءات الأكاديمية الى سوق العمل في دول الخليج على وجه الخصوص ومن ثم قطف ثمار ذلك بما يعود على الاقتصاد المحلي من إضافة لرصيد العملة الصعبة والمساهمة في عجلة السوق بما يحوله هؤلاء لأهلهم وبما يستثمرونه في سوق العقار وغيره.
وفي هذا الصدد يمكن تعظيم الفائدة وتقليل الهدر لو تم الانتباه والتخطيط للإستفادة من هذا الزخم الأكاديمي بحيث تنشأ من مخرجاته أبحاث وأطروحات مشاريع ودراسات توثق وتنظم في قاعدة بيانات بإشراف مؤسسة مستقلة تقوم بتوظيف تلك الدراسات في التنمية والتطوير لإمكانيات البلد وأحواله على كافة المستويات. مثل هذه المؤسسة يمكن أن تمول جزئيا من جهات استثمارية داخلية وخارجية بحيث يمكن لهذه المؤسسة أن تعمل على توجيه الأبحاث ومشاريع التخرج في الاتجاهات اللازمة لخدمة المجتمع والاقتصاد المحلي ومن ثم تمول بعضا من هذه الدراسات ومقترحات المشاريع وتوظفها ضمن منظومة الاستثمار في مختلف المجالات. وبالتالي نكون قد فعلنا دور الجامعات والأكايميين في خدمة المجتمع والاقتصاد.

(الديار الأردنية 2014-09-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات