توقيع كتاب "لا أملأ قلمي بحبر الآخرين" اليوم في المكتبة الوطنية

المدينة نيوز- يوقع الشاعر والكاتب الصحافي الزميل خالد محادين في الخامسة من مساء اليوم في المكتبة الوطنية كتابه الجديد "لا أملأ قلمي بحبر الآخرين".
الحفل الذي يرعاه وزير الثقافة نبيه شقم، يطلق محادين خلاله كتابه المشتمل على مقالات كتبها خلال عقدين من الزمن في الرأي والقدس العربي والشرق الأوسط وصحف أسبوعية عديدة.
وأكد محادين في تصريح لـ"الغد" أن الهدف من جمع هذه المقالات وإخراجها في كتاب، هو "التأكيد على أن المشاكل التي كنا نعاني منها قبل 30 عاما ما تزال قائمة إلى اليوم، وما نزال نعاني منها الآن ونكتب عنها".
وبين أن هناك جيلا من الشباب والشابات الذين دخلوا في مجال الإعلام، والذين رغب أن يضع بين أيديهم تجربته، والتجربة الصحافية الأردنية في الثمانينيات والسبعينيات من القرن الماضي، والتي يرى أنه "كانت تتميز بالجرأة التي نفتقدها اليوم"، وذلك من أجل حثهم على متابعة ما ينشر ويكتب في الصحافة الأردنية، لكي يستطيعوا أن "يتعرفوا على من بقي وفيّا للوطن وللمواطن، وكذلك من خان".
وفي تقديمه للكتاب في كلمة على الغلاف الأخير، يقول محادين إن الوسط الإعلامي كغيره من الأوساط الأخرى يحتوي الجيد والرديء. ويضيف "كما في وسط كل مهنة جيدون ورديئون، وصالحون وطالحون، وأمناء ولصوص، فإن الوسط الإعلامي غير بعيد عن هذه القاعدة".
ويرى محادين أنه عندما يحترم الناس كاتبا ما فإن هذا الاحترام يجعله أكثر التزاما بالقيم والمبادئ الفاضلة، وأما حين ينبذ المجتمع كاتبا، فإن هذا النبذ يضع نهاية لقلمه، "لأن كل غش وفساد وانحراف في أي مهنة غير الصحافة يظل أثره وتأثيره اقل ضرار وإضرارا بالمجتمع''.
محادين الذي ولد بالكرك في العام 1941، حاصل على شهادة بكالوريوس في الفلسفة، وكان عمل فترة في ليبيا، ثم عاد إلى الأردن، ليعمل في وزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، وجريدة الرأي، والإذاعة، والديوان الملكي الهاشمي، ووكالة الأنباء الأردنية، وجريدة النهضة، وأمانة عمان الكبرى. وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، ونقابة الصحفيين الأردنية.
صدر له في مجال القصة "نسي أنها عذراء" العام 1960، "الطرنيب" العام 1987. وفي النصوص "بطاقات لا يحملها البريد" العام 1980، "رسائل إلى مدينة لم تطهرها النار" العام 1984. وفي الشعر "صلوات للفجر الطالع" العام 1969، "الحب عبر المنشورات السرية" العام 1976، "مسافرة في الجراح" العام 1978، "حصاد الرحلة الحزينة" العام 1982، "آخر الملكات" العام 1985، "أوراق جديدة من دفتر قديم" العام 1987، "ديوان الحجر" العام 1990، "الأعمال الشعرية الكاملة" العام 1990، "من دفاتر امرأة متعبة" العام 1993.
في كتابه الجديد "لا أملأ قلمي بحبر الآخرين"، يرصد محادين في سلسلة منتقاة من المقالات همّا عاما متشعب الظلال، فيبدو مسكونا بهجس إبداعي يتصدى لتحليل المشهد السياسي والمعيشي.
وبوصفه كاتبا إشكاليا، يمتطي محادين الصعب الممتنع في مقارباته ومطارحاته الذي تظهره متصوفا مولعا بالأردن بلادا وعبادا، وهو ما كانته زاويته بوصفها الأكثر جدلا وقراءة.
على امتداد الكتاب لا تخفت الإضاءة التي لا تثقل كاهل محادين حتى وإن تاخمت منحدرات متعرجة، وهو لا ينسى أن يقدم مضامين بإشكاليات تبحث في "الأزمة" كلازمة لبلد نام، خصوصا في تقاطعها مع انعكاسات حادة في البنية الفكرية لدى الطبقة السياسية التي حرص الكاتب على دوام نقدها.
يجد القارئ الذي يغوص في وقفات المحادين بؤرا تتكثف فيها أوجاع تدمي القلب بفعل واقع متعب تبدو طرقاته سالكة بمشقة، وهو يركز على أن ثنائية "الممكن والمستحيل" هاجس يشي بدواخل كاتب ينهشه سائد مرير.
يحافظ محادين على قواعد لعبة الصياغة فتنعكس في رؤاه ذاكرة متأججة بمعرفة مترعة بفيض من وحدة الخطاب الذي لا يشهر سيف الإدانة على عواهنها، وهو لا يصر على رؤية الكدر في النبع فحسب، مؤثرا توظيف حوار المعرفة بوصفها استبصارا ذهنيا للإحاطة بالأسباب والمسببات.
يبني خالد محادين في مقالاته أفكارا لا تخون معانيها الكلمات الموزونة على ترنيمة الغيرة على بلاده وناسه، وهو الذي ولد في أحضان تاريخ من التحولات العميقة التي صقلته فانحاز إلى الحقيقة والناس منافحا عنهم في كتابة كانت بالنسبة له عملية معقدة ذات مسوّغات منطقية تعبر عن حساسية مبدع يمسك بزمام نصوصه المفتوحة على إرث غني من البلاغة التي تحفّز القول وتثيره.