لقد مللنا العرض.. فأوقفوه!

تم نشره الخميس 18 أيلول / سبتمبر 2014 03:24 صباحاً
لقد مللنا العرض.. فأوقفوه!
جمانة غنيمات

يثير الغيظ حد الحنق، أن ترى نوابا من أصحاب الصوت العالي؛ يزاودون على الكل، ويزعمون السعي في محاربة الفساد ومحاصرته، فيما هم غارقون فيه حتى آذانهم!
نماذج هؤلاء في مجلس النواب الحالي متوفرة بكثرة، ولله الحمد! حيث تراهم يؤدون تمثيليات يدّعون فيها أنهم المنافحون عن حقوق الناس والمال العام، فيما هم متورطون في صفقات خاصة.
لهؤلاء صولات وجولات أمام كاميرات الإعلام؛ يؤدون خلالها أدواراً نقيضة لحقيقتهم التي تتجلى في الغرف المغلقة، حيث البحث عن صفقة هنا ومشروع هناك. ومن يقرأ ويسمع مواقف هؤلاء النواب؛ المحترمة علناً، يكاد يصدقهم لشدة ما يحترفون اللعب على أحلام الناس.
هذه النماذج من ممثلي الشعب أسوأ من ذلك النوع المنسجم مع نفسه، والذي يبدي المنتمون إليه مواقف صادقة (وليس صحيحة بالضرورة)، حتى وإن كانت لا تروق لقواعدهم الشعبية؛ إذ يكفيهم، على الأقل، عدم ادعائهم ما لا يمارسونه حقاً.
"نواب المزاودة" مجرمون بحق المجتمع. فهم بخطاباتهم الرنانة بالكلمات الزائفة، يتلاعبون بآمال الناس وتطلعاتهم، وأخطر من ذلك أنهم يخفون وراء مسرحياتهم الاستعراضية أطماعا للبحث عن مكاسب شخصية، أكانت امتيازات وأموالا أو مواقع للأقرباء والمحاسيب، أي ما يمكن تلخيصه بكلمة واحدة "فساد".
هكذا نواب لم نكن لنرى بعضا منهم لولا التشوهات التي يحملها قانون الانتخاب. بل ولربما كان لهم مكان آخر، هو خلف القضبان. وأقلها أن هؤلاء ما كانوا ليحظوا بفرصة الجلوس في "العبدلي"، لولا التهاون في استخدام المال السياسي وشراء ذمم الناخبين.
على كل، فإن صورة النائب المعارض إلى حين استرضائه، ليست جديدة على المشهد المحلي، فلطالما لعب البعض هذا الدور لتغليف مطامحهم أو مطامعهم الشخصية. فهي ظاهرة متأصلة وقديمة، ولدينا عبر تاريخ المجالس النيابية نماذج تدرس بشأن كيف أصبح المعارض مؤيدا لكل ما كان يرفضه في الأمس القريب جداً.
المشكلة ليست في نواب الصوت العالي فحسب، بل أيضا في المجتمع الذي ما فتئ يصدّقهم ويمنحهم صكوك الوطنية، باعتبارهم خيرة ما خرج من صندوق الاقتراع؛ وليمكّنهم هذا المجتمع من فرصة تكرار العرض المسرحي، طالما أن الجمهور يصفق وراضٍ عن العرض، فيما المسؤولون خائفون مرعوبون من كشف فسادهم، خشية هجوم منظم تحت القبة.
هذا النوع من النواب لن يجد له مكاناً في حال تغيّر قانون الانتخاب المشوه، وفي حال توفرت الإرادة لإيجاد مجالس نيابية تضم تركيبة مختلفة من النواب، وضمن ذلك محاسبة حقيقية لكل من يفكر حتى في استخدام المال السياسي.
بقاء هذا الشكل من مجالس النواب يضرّ بصورة المؤسسة التشريعية، ونوعية ومضمون القوانين المقرة من قبلها، ويضر بالنتيجة صورة وأداء الوطن ككل، فقط لأجل مصلحة جهات معنية تتمكن من استخدام هكذا نواب في حالات بعينها.
نواب المعارضة الزائفة؛ صار صوتكم نشازا، وعروضكم مكررة، ولا يميّزها إلا الرقص على جثث أحلام المجتمع، وابتزازه، والمتاجرة بأحلام أبنائه.
وأياً يكن، فبعد ما حدث بشأن قانون التقاعد المدني، ورده من قبل الملك، فإنه لم يبقَ لهذا المجلس من رصيد يسعفه لاستعادة ثقة الشارع به، وسنظل نشهد استعراضات لممثلين مدّعين، يقولون ما لا يفعلون.
لقد مللنا عروضكم.. فأوقفوها!

(الغد 2014-09-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات