واشنطن والرقص في المستنقع السوري

قررت الأدارة الامريكية تمويل وتدريب المعارضة السورية المعتدلة ( صحوات جديدة ) وكدفعة اولى (5000) مقاتل ممن هربوا من الجيش السوري النظامي بحيث لا يكون لديهم انتماءات اسلامية وقد جرى الاتصال مع سبعة فصائل من بين اكثر من الف فصيل مسلح للمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) وهنا نؤشر على الآتي :
. الاستراتيجية الامريكية قائمة على تصنيف المعارضة السورية والانباء اشارات الى ان الفصائل التي تم اختيارها لتكن النواة الأولى هي جيش المجاهدين وحركة حزم واجناد الشام وجبهة ثوار سورية (جمال معروف ) وصقور الغاب والاتحاد الديمقراطي الكردستاني ولواء الفرسان والنقطة الابرز تتمثل في استقطاب عناصر الجيش السوري الهاربين ليصار الى تدريبهم في الجوار وتزويدهم بصواريخ "مان باد " المضادة للطائرات الى جانب صواريخ لاو الاسرائيلية وقذائف اخرى مضادة للدروع واسلحة متطورة ليلية .
. الخطورة قائمة في ان باقي الفصائل المسلحة السورية والتي يزيد عددها على الف فصيل ينضوي تحت لوائها اكثر من (100) الف مقاتل .. هل سيلتحقون (بداعش) ضد الصحوات السورية الجديدة ?
وما هي الضمانات التي تمنع المسلحين المعتدلين من الالتحاق بداعش وباقي الفصائل الأخرى وبالتالي انتقال الاسلحة المتطورة اليهم واستخدامها ضد الطائرات الامريكية و السورية معا .
. هناك اسئلة كثيرة تبقى بلا اجابات في الوقت الراهن خاصة وان الاف المسلحين باتوا يلتحقون بداعش فقد سيطرت على اكثر من ثلاثين قرية كردية خلال 48 ساعة في سورية , وهناك انباء عن ان المخابرات الامريكية وبالتعاون مع دولة مجاورة نفذت تفجير ادلب الذي راح فيه (50) قياديا من احرار الشام من بينهم زعيمهم احسان عبود . وقد تناقلت الانباء ان هؤلاء رفضوا المشاركة بقتال داعش وما زالت عملية قتلهم غامضة فالنظام السوري مازال صامتا ولم تتبن اي جهة اخرى المسؤولية .
. واشنطن انزلقت في مستنقع الأزمة السورية واضحت عنوان المرحلة القادمة او الهدف الذي تريده هو تصفية داعش واسقاط النظام السوري , وواضح ان استراتيجيتها مع حلفائها القدامى الجدد بالمنطقة سيجدون انفسهم امام مشكلة معقدة وكبيرة بعد عدة سنوات ذلك ان (الصحوات المعتدلة ) في سورية غير قادرة على العمل الميداني بالنظر الى التعقيدات الداخلية القائمة على الأرض , كما ان الفشل الامريكي في العراق سوف ينتقل الى سوريه , وهذا مرده عدم الفهم الامريكي - الغربي للديمغرافيا الدينية والسياسية بالمنطقة العربية .
الاستراتيجية الامريكية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية بحاجة الى مراجعة كل ثلاثة شهور , وعلى القائمين عليها ادراك خصوصية التعقيد الميداني بالدخول بين اكثر من الف فصيل ومقاتل غالبيتهم يتبنى ايديولوجية اسلامية تتقارب وتتقاطع مع الاخرى وترى في امريكا والمتحالفين معها من العرب والنظام السوري اعداء يجب الاجهاز عليهم .
خيارات واشنطن لاضعاف تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قد تبدو معقدة وصعبة بالنظر الى واقع العمل الامني والسياسي , والخوف من وقوع الاسلحة النوعية بيد التنظيمات المتطرفة أو التحاق العناصر التي سيتم اختيارها وتدريبها وتمويلها بالجماعات ذاتها بما يعني اننا أمام اصطفافات امريكية خليجية مباشرة تؤدي في النهاية الى خدمة النظام السوري .
(الديار الأردنية 2014-09-20 )