امن الوطن قاسم مشترك بين الجميع مهما اختلفت الايدولوجيات الاجتماعية والسياسية

المدينة نيوز:- اكد مفكرون اهمية مواجهة التطرف من خلال الدور الفعّال والحازم لعلماء الشريعة والأساتذة وأصحاب الفكر المعتدل والنهج الوسطي , فهم خط الدفاع الأقوى أمام الارهاب , اضافة الى الدور الكبير المنوط بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني التي يجب ان تعمل بطريقة موحدة وهادفة .
وزير الثفاقة سابقا الدكتور عادل الطويسي قال : هناك قاسم مشترك بين جميع الاردنيين بمختلف ايدولوجياتهم وخلفياتهم الاجتماعية والسياسية , ألا وهو امن الوطن الذي لا بد من الجميع ان يعمل للمحافظة على هذا القاسم من خلال استنهاض الهمم لمواجهة الفكر المتطرف بالفكر الهادىء والموزون ليس فقط بعدم دخوله الى الحدود بل بعدم دخوله للعقول .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان مهمة مواجهة الفكر المتطرف يجب ان تكون حسب خطة منظمة تشارك فيها مؤسسات الدولة ولا سيما وزارات الثقافة والاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتربية والتعليم , وايضا المجلس الاعلى للشباب اضافة الى الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني بان تعمل جميعها وفق خطة واحدة خطابها موحد وليس بشكل فردي عشوائي .
واشار الدكتور الطويسي الى ان مشكلة البطالة بحاجة الى حلول سريعة , لاستثمار فئة الشباب التي هي غالبا مرحلة يتسمون بها بالحماسة , ببناء الوطن والابتعاد بهم عن الانحراف الفكري , مبينا انه وبالرغم من الظروف الاقتصادية , إلا انه يجب علينا الفصل بينها وبين حاجتنا للأمن الوطني الشامل الذي من خلاله نستطيع ايجاد الحلول لجميع المشكلات والقضايا .
الاستشاري الاجتماعي والباحث في قضايا المواطنة الدكتور فيصل غرايبة قال ان الوقفة الصامدة الكبيرة التي نحتاجها تبدأ من منابر المساجد ومن قاعات الوعظ والارشاد وتمتد الى حرم كل جامعة والى ساحة كل مدرسة فضلا عن ضم الأصوات عبر وسائل الاعلام الرسمية والخاصة لتعبر عن المواجهة المتراصة وعن الغضب المتأجج لأفعال التنظيمات الارهابية ، وان هذا الوطن المتميز بالوسطية والاعتدال لا يمكن ان يقبل بالتشدد والتطرف والارهاب في ظل المساعي الحثيثة في توسيع مسارات الديمقراطية على اساس احترام حقوق المواطن والتنوع الثقافي والتعددية وحرية الكلمة .
واضاف ان الإسلام يرفض الإرهاب ويحرمه ،ويعتبره من الجرائم الخطرة التي تستهدف أرواح الناس الآمنين المطمئنين وأموالهم وممتلكاتهم ومصالحهم ، ولهذا فالامر يحتاج الى يقظة وتدبر لمواجهة النوايا الخبيثة والمحاولات اللئيمة والتراكمات الظلامية التي تجدد الجاهلية الأولى .
واكد الدكتور غرايبة ان الفهم الخاطئ للدين الإسلامي وسماحته واحترامه للتنوع الفكري والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب والطوائف والفئات، هي حالة تجعل من بعض الشباب يغالون في التطرف ويبتعدون عن واقع الدين الحنيف .
وقال ان الأمر يتطلب من منظمات المجتمع المدني كالأحزاب والروابط والجمعيات والمراكز الاجتماعية والشبابية العمل على إغلاق أبواب اليأس ووضع البدائل الفعلية المؤثرة لزيادة الأمل بالمستقبل ومضاعفة التصميم على الكفاح المجتمعي الموصول , وتكامل الجهود وتفاعلها لصنع مستقبل أفضل للنشء .
ونوه بان علينا توجيه الخصائص الديناميكية للشباب والتي هي قابلة للتشكل والتجدد وبما لديهم من ايمان بالتغيير وميل لتجاوز الواقع المحيط , في البناء والتنمية والتطوير الهادئ الموزون ، وإشباع احتياجاتهم والاستماع إلى اقتراحاتهم .
وبين الدكتور غرايبة ان الجهد المجتمعي المتكامل المطلوب يتمثل في نشر ثقافة التصدي للتفكير الارهابي وإبراز دور مثل هذه الثقافة في التنمية الشاملة للمجتمع ، وهي تعبر عن ذاتها في المساهمة بالتصدي للتفكير الارهابي ونبذ العنف، وذلك بالاستفادة من الإمكانات المتاحة في المجتمع من خلال تشجيع المشاركة الشعبية للشباب في خدمة مجتمعهم ، موضحا ان الارهابيين عليهم ان يعرفوا ان الأردنيين بطبعهم متوادون متراحمون , صريحون بالقول وثابتون على الموقف والفعل ويعيشون علاقات اجتماعية قوية وروابط منبعها العقل وفق فكر ايجابي خلاق .
وقال ان الأردنيين الواعين الراشدين يستمعون الى الشائعات , لكنها لا تخطفهم ولا تهيجهم ، ولا يأبهون بالظاهرة الفضائية عبر قنوات التلفزة ، ولا يأخذون عن وسائل التواصل الاجتماعي دون تمحيص، ولا يلتفتون الى المحاولات التي تعالج القضايا الراهنة عن طريق الرجم بالغيب لأنهم لا يتعاملون مع الحضارة والتاريخ والواقع بطريقة سطحية ساذجة ولا ينساقون الى إجراء الإصلاح بالسلاح الأبيض والهتافات الجوفاء والانقضاض المتوحش، بل هم اهل الوسطية والاعتدال مقتنعون بأن الإصلاح لا يأتي بالارهاب واتساع الأفواه وانغلاق العقول .
( بترا )