الطاهات .. شاب يروي قصة انتصاره على " السرطان "
المدينة نيوز:- "يجب ان لا تفكر ولو للحظة بأن مرض السرطان سينهي حياتك، فنهاية الحياة محددة بالفعل مع السرطان او بدونه"..
بهذه الكلمات استهل هاني الطاهات قصته مع السرطان مؤكدا "انني قبلت مصيري لكني تعهدت بالقتال بكل ما يمكنني من قوة، لا يمكن ان تعرف كيف ستغادر هذا العالم، ولذلك قم بمواجهة التحديات بقوة الايمان بالله سبحانه وعزيمة قوية".
الطاهات الذي امتلك يوما ما مصنعا لطلاء المعادن في المدينة الصناعية في محافظة اربد وحقق نجاحات غير متوقعة نتيجة لمثابرته في عمله حتى اصبح من اكبر الموزعين على مستوى المملكة في هذه الصناعة، شعر فجأة بتغير في نبرة صوته.
لوهلة اعتقد هاني ان هذا التغير في نبرة صوته ناتجة عن نزلة برد ألمت به، او بسبب تعرضه يوميا لبعض الأدخنة والغازات الناتجة عن طبيعة عمله.
يقول هاني "عندما تطور التغير في نبرة صوتي مصحوبا بألم شديد، قررت مراجعة طبيب مختص، لم يتردد من الكشف الأولي بطلب خزعة لإجراء عملية تنظير عاجلة، دون ان يخفي شكوكه بأني مصاب بالسرطان".
وبعد العديد من الفحوصات شخص الاطباء حالة هاني "بوجود خلايا سرطانية في الاحبال الصوتية.. يقول هاني "اخبرني الطبيب دون مواربة انني مصاب بسرطان في الحنجرة وانه لا مجال لإضاعة الوقت، وطلب مني مراجعة مركز الحسين للسرطان على وجه السرعة".
من تلك اللحظة، بدأت رحلة هاني مع السرطان وعلاجه في مركز الحسين للسرطان، وتم تشخيص المرض في مرحلته الثانية.. يقول هاني "لقد قال لي الجميع انني يجب ان اتحلى بإيمان بالله والعزيمة للتغلب على السرطان" قبل ان يقرر الاطباء علاجه بالأشعة، تلتها عمليات تنظير لمنطقة الحنجرة، في رحلة لم تكن سهلة بطبيعة الحال، "فقد خضعت لنحو 30 جلسة اشعة واجراء اكثر من 10 عمليات تنظير على مدى سنة"، يقول هاني، مع كل ما رافقها من معاناة وآلام، الى أن كانت النهاية في 17 نيسان العام 2009 -وفقا لبترا - .
فهذا اليوم وهذا التاريخ، يقول هاني، كان "بمثابة عيد ميلادي الجديد، عندما قرر الاطباء بناء على التقارير الطبية بأنني تعافيت تماما من المرض"، وبعد هذا التاريخ بدأ هاني حياة جديدة.
فقد احس برغبة شديدة في مساعدة مرضى السرطان، يقول هاني "بدأت ازور كل المرضى الذين اصيبوا بالسرطان في قريتي جمحا لأنني أتفهم اكثر من غيري ما يشعرون به".