المسيحية العربية.. الصمود ومقاومة القلق

تم نشره الإثنين 29 أيلول / سبتمبر 2014 02:26 صباحاً
المسيحية العربية.. الصمود ومقاومة القلق
سميح المعايطة

مثل العديد من مكونات المجتمع او المجتمعات العربية دفعت المسيحية العربية ثمنا لما سمي بالربيع العربي بما حمل من مساحة ونفوذ متزايد للتطرف والارهاب والفوضى الناتجة عن ضعف او تفكك الدول والحكومات المركزية ، ولأن المسيحيين عنوان من عناوين هوية عالمنا العربي الثقافية والسكانية والدينية فان استهدافهم كان مقصودا ، ورأى فيهم اهل السوء والارهاب « حلقة ضعيفة « من السهل ان يترك استهدافها اثار سياسية واعلامية ، بل كان الحاق الاذى بالمسيحيين جزءا من حملات ترهيب المجتمعات وبث الرعب من الاسلام السياسي،
وربما كان مقصوداً استفزاز الغرب من خلال التهجير وكل عمليات الحاق الأذى بالمكون المسيحي في الاقليم.
والحكاية لم تبدأ وتنتهي في المجتمعات التي كان فيها الاستهداف بل امتدت حتى الى المجتمعات الآمنة الخالية من الاقتتال الديني او الاستهداف للطوائف والمذاهب، لهذا نجد قلقاً مسيحياً في العديد من الدول الآمنة ليس من واقعها الذي تعيش بل من اي احتمال لانتشار عدوى الفوضى والارهاب اليها.
وبعيداً عن اي خيال او مثاليات فاننا قد نجد تفسيراً لهجرات من اهلنا المسيحيين العرب داخل بلادهم المنكوبة او خارجها، لكن هذا يمكن ان يتم فهمه كردة فعل اولى، او سعياً للآمان وحفظ النفوس، ولا يغني عن مبادرة مطلوب من المسيحيين العرب كمكون اجتماعي عربي القيام بها، مبادرة صمود ومواجهة القلق بفعل وموقف عام، واصل المبادرة ان من يمسهم الأذى والاستهداف من الارهاب او الفوضى ليس فقط المسيحيين بل كل المجتمع، وان كان هذا لا يقلل من المعاناة الخاصة للمسيحيين العرب وتحديداً في سوريا والعراق.
والأمر الآخر، ان الرد على هذا الارهاب يكون بتعزيز صمود المسيحية العربية على ارضها ومقاومة خيار الهجرة هروباً من التهجير، ولعل من الضروري ان نتوقف عند بعض ما قاله جلالة الملك خلال زيارته الاخيرة لنيويورك بان المسيحية العربية مكون من مجتمعاتنا وجزء من الماضي والحاضر والمستقبل، والمستقبل يعني مقاومة القلق وخيار الهجرة وهو ما يريده اهل الارهاب واخرين واصبح بديهيا القول ان المسيحية مهدها ومنطلقها الارض العربية وليس الغرب ، فالمسيح عليه السلام وامه مريم العذارء عليها السلام ومولدهما وسيرتهما ورسالة المسيح هنا على ارضنا وليست في بلاد الغرب.
مطلوب من المسيحية العربية التي نقدر لها حسن انتمائها لعروبتها وحضارة الامة ان تنتقل الى مرحلة الفعل والرد على الارهاب والاستهداف والفوضى بتكوين حالة مقاومة لفكر القلق وخيار الهجرة والتهجير، وهذه المبادرة قد يكون فيها الكثير من التفاصيل حول دور الكنائس والشخصيات الوطنية والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية المسيحية، فالمسيحية العربية تتعرض للظلم لكن لا يجوز الاستكانة لدور الضحية والاستسلام للمخاوف والقلق وممارسة الهجرة ، فقوة المسيحية العربية قوة لدولنا ومجتمعنا وهي جزء من الحرب على الارهاب.. ننتظر هذا الفعل المبادر.

(الرأي 2014-09-29)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات