الشراكة بين القطاعين شعار جميل ومضلل

تم نشره الجمعة 03rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 01:12 صباحاً
الشراكة بين القطاعين شعار جميل ومضلل
د. فهد الفانك

لا أفهم المقصود بالشراكة بين القطاعين العام والخاص ، فهذا اصطلاح يكتنفه الغموض ويمكن من خلاله تمرير أي شيء.

إذا كان المقصود هو المشاركة في الاستثمارات فقد تخلت الحكومة عن دورها السابق كمستثمر في مشاريع ربحية تاركة المهمة للقطاع الخاص ، ومهتمة بدورها كمراقب ومنظم ، فالقطاع الخاص يتحرك بحافز الربح والقطاع العام يتحرك بحافز المصلحة العامة ، والمفروض أن يقوم كل منهما بدوره كاملاً غير منقوص.

وإذا كان المقصود بالشراكة الإسهام في صنع القرارات الاقتصادية ورسم السياسات وصياغة التشريعات والأنظمة فليس من المفيد خلط الأدوار وجر القطاع الخاص إلى دائرة صنع القرارات الاقتصادية ، فهذه مهمة الحكومة ومسؤوليتها ، أما القطاع الخاص فيستطيع أن يدافع عن مصالحه وأن يضغط على الحكومة لحماية هذه المصالح أو للحصول على المكاسب ، ولكن لا يجوز أن يسمح له باتخاذ قرارات أو المشاركة في صنعها لخدمة مصالحه الخاصة التي يمكن أن لا تنسجم مع مصلحة المجتمع.

يفهم البعض الشراكة بين القطاعين على أنها تعني أن تقام المشاريع على أساس أن الربح للمستثمر على ان تكفل الحكومة الخسارة ، أي أن يكون القطاع (شريك مضارب) لا يتحمل أية مخاطر ، له الربح وعلى الحكومة أن تتحمل الخسارة. هذه الصيغة مرفوضة منطقياً.

ليس المطلوب تداخل القطاع الخاص بالقطاع العام بحجة التكامل ، بل فك الاشتباك بين القطاعين وقيام كل منهما بدوره المرسوم.

في هذا المجال لا بد من ملاحظة أن معظم الحكومات تضم رجال أعمال من القطاع الخاص ، فتجد أحد الصناعيين وزيراً للصناعة ، ومهندساً في شركة اتصالات خلوية وزيراً للاتصالات ، ومدير مستشفى وزيراً للصحة ، وصاحب مزرعة في الغور وزيراً للزراعة أو المياه ، وصاحب مكتب سياحة وزيراً للسياحة ، ولكن قبول المنصب الوزاري يستوجب أن تتغير الأولويات ، فلا يبقى الشخص المعني رجل أعمال بل يصبح سياسياً يستهدف المصلحة العامة وليس خدمة شركته أو القطاع الذي جاء منه.

تعرف الحكومة سلفاً ما يريده القطاع الخاص تجاه أية قضية من القضايا ، فالصناعة تريد الحماية الجمركية وإعفاء المدخلات ، والتجارة تريد تخفيض الرسوم الجمركية وتخفيض ضريبة المبيعات والدخل وهكذا ، ولا يهم أن يؤدي ذلك إلى تفاقم العجز في الموازنة وارتفاع المديونية.

( الراي 2014-10-03 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات