الأردن .. المعايدات الالكترونية لم تلغ التواصل المباشر
المدينة نيوز :- على رغم التقدم الذي تشهده الحياة واختلاف الانماط السلوكية والاجتماعية عند الناس, إلا أن عيد الاضحى المبارك أطل على الأردن العام الحالي وأعاد معه عادات اجتماعية لا يزال الاردنيون يتمسكون بها.
ارتفاع الاقبال على وسائل التكنولوجيا في التواصل بين الأقارب والاصدقاء فأصبح «واتسب أب وفايبر وفيسبوك» وسيلة التواصل في الايام العادية إلا أن عيد الأضحى المبارك اعاد للناس لذة اللقاء وجها لوجه وفرصة استعادة الذكريات بالاحاديث الدافئة.
في صبيحة يوم عيد الاضحى المبارك استقبل منزل الحاج محمد كامل المهنئين بمناسبة العيد وهي عادة حرص الحاج واقاربة وجيرانه ومعارفة على اتباعها منذ عقود.
يقول الحاج كامل (68 عاماً) اعتدت على فتح منزلي صبيحة يوم العيد للأقارب والاصداقاء والمعارف ومع اطلالة يوم العيد نجتمع في إفطار صبيحة العيد حيث نلتقي مع اصدقاء مرة على الاقل في العام.
أحد ابناء الحاج يقول اعتدت منذ صباح العيد على الاشراف على ذبح الاضاحي وتحضير «المعاليق» لافطار الضيوف كما هي العادة من كل عام.
واستقبل الأردنيون عيد الأضحى المبارك بمجموعة من الطقوس الخاصة والتي تتميز بها أيامه عن سائر أيام وشهور العام والتي مازالت رائجة حتى الان تأبى التلاشي في زحمة الحياة.
تختفي بعض العادات الاجتماعية والموروثات الثقافية من حياتنا عاما كاملا ليطل عيد الاضحى المبارك ويعمل على احيائها ومن أهمها صلة الرحم وزيارة الاقارب أو حتى زيارة القبور واستذكار الموتي .
في صباح يوم العيد الاول وبعد صلاة العيد مباشرة اكتظت المقابر بالزوار استذكارا للموتى ووفاءا لهم في حين حمل زوار هذه المقابر بأيديهم أغضان الزيتون وبعض النباتات الصغيرة وبعضا من قوارير الماء لرشها على ا لقبور ، وفقا لما نشرت صحيفة " الرأي " .
ويقول حسن أحمد (33 عاما) اعتدت على زيارة قبر والدي الذي فارق الحياة منذ اعوام وفاءا له حتى في ايام الفرح والاعياد.
وعلى رغم بعض الفتاوى التي سمعتها حول زيارة المقابر صباح العيد الا أن لوالدي ذكرى مهمة في قلبي وافضل أن ابدأ العيد بزيارته قبل أن اتوجه الى زيارة ارحامي بعدها مباشرة.
أما نكهة العيد فتظهر جلية بعد صلاة العيد بساعات ومع بداية يوم العيد الاول تعلو اصوات الالعاب النارية ومفرقعات الاطفال بعد ان حصلوا على عيديات ذويهم وزوارهم ليشتروا بها العابهم المميزة ويجوبوا أحياء وأزقة عمان بثياب العيد المميزة.
ومع زيارة البيوت تكون القهوة العربية برائحة الهيل مع كعك العيد جاهزة على الطاولات بانتظار الضيوف لتفوح رائحتها المميزة بين المنازل لتعلن عن انتظارها للزوار.
وبرغم انواع الحلويات والشوكلاتا واشكال الضيافة التي دخلت مؤخرا على المجتمع الاردني إلا أن كعك العيد يبقى الضيافة المفضلة عند الأردنيين حيث عادة ما يكون هو الطبق المفضل لضيافة الزوار والمهنئين في عيد الأضحى المبارك.
بين الكعك المنزلي والكعك الجاهز يكمن الفرق الوحيد في العيد حيث تراجعت اعداد الاسر التي تعمل على تجهيز الكعك منزليا ليقوموا بشراء كعك العيد جاهزا توفيرا للوقت والجهد.
وفي الاحياء الشعبية للعيد قصة اخرى حيث نثرت مناطق الاعلاب الخاصة والمجهزة بالاعاب التقليدية من المراجيح وغيرها السعادة على وجوده الاطفال فيما يرقبهم ذويهم بابتسامة الفرح.
وما تزال زينة حجاج بيت الله الحرام توشح المنازل من اغصان الزيتون وعبارات الترحاب والاهلة واعلام الاردن ليعلن ساكنوها عن سعادتهم بأداء احد افراد الاسرة فريضة الحج بطريقة مميزة.
وتتغير الازمنة وتتغير معها العادات والسلوكيات اليومية للناس ويصبح الاعتماد على التكنولوجيا اكثر الا أن العيد له نكهة لا تحلو الا بالعادت والموروثات التقليدية التي لا يزال مجتمعنا يتمسك فيها عاما بعد عام.