ثمناً لـ قالب يستخدم لتصنيع الخرطوش ... متهم يدفع 35 ألف دينار
المدينة نيوز :- لم يكترث أحد المتهمين في قضية (تصنيع الذخائر)، والمنظورة أمام محكمة امن الدولة من دفع مبلغ 35 الف دينار ثمنا لقالب يستخدم في تصنيع القطعة البلاستيكية الداخلية لطلقة بنادق الصيد (الزمبه)، وذلك ليقينه التام انها ستعود عليه بأرباح مالية كبيرة.
المتهم يمتلك مصنعا لانتاج العبوات البلاستيكية بالمدينة الصناعية في محافظة اربد، واحضر قالب «الزمبه» من الصين مقابل المبلغ المذكور، وتمكن من انتاج (300) الف قطعة من «الزمبات» وغلفها ووضعها داخل اكياس وعرضها للبيع، واشترى من هذه البضاعة اثنان من المتهمين ووضعاها داخل مستودعات لهما في المدينة الصناعية بهدف تسويقها كونها ضرورية لتصنيع ذخائر الصيد، كما جاء في لائحة الاتهام لدى محكمة امن الدولة
المتهمون في تلك القضية ستة أشخاص أحدهم فار من وجه العدالة، ويواجهون جميعا تهمة تصنيع الذخائر دون ترخيص بالاشتراك خلافا لاحكام المادة 11/ب من قانون الاسلحة النارية والذخائر.
القضية تتلخص تفاصيلها وفقا للائحة الاتهام بأن المتهمين جميعا تربطهم علاقة صداقة فيما بينهم وجميعهم من سكان محافظة اربد، وبحكم هذه العلاقة ومنذ سنة ونصف اتفق المتهمون على القيام بتصنيع ذخائر بنادق الصيد (الخرطوش) دون ترخيص قانوني، واعتمدوا فيما بينهم على تعلم تصنيع الذخيرة واحضار المواد والمستلزمات الضرورية لاتمام ارتكاب هذه الجريمة وانتاج الذخائر الجاهزة للرماية.
المتهم الأول ولقيامه بانتاج ذخائر بنادق الصيد اشترى الرصاص اللازم لذلك من محلات الخردة واحتصل على الكبسولة الخلفية للطلقة من محلات بيع مواد البناء والالعاب النارية والتي تحتوي على مادة ملح البارود، واشترى القطعة البلاستيكية الداخلية للطلقة (الزمبه)، بعد ذلك قام المتهم داخل مستودع قرب منزله الكائن في محافظة اربد بإذابة مادة الرصاص على غاز ثم يضعها داخل الماء والزيت لتأخذ شكلها الدائري، وبعدها يعبئ الطلقة بالكمية المناسبة من الرصاص ويضع الكرتونة الامامية الضاغطة بواسطة جهاز كهربائي لفحص الذخيرة المعبأة لتكون جاهزة للرماية.
ونتيجة للطلب المتزايد على هذا النوع من الذخائر اشترى المتهم الاول كمية من الزمبات البلاستيكية من المتهمين الرابع والسادس، حيث تمكن المتهم الاول من تصنيع وتجهيز ما يقارب (700) كغم من مادة الرصاص الرش، وباع منها (300) كغم.
المتهم الاول رغب في زيادة انتاجه من تلك الذخائر، وعلى اثر ذلك إلتقى بالمتهم الثالث والذي يمتلك مصنعا لإنتاج العبوات البلاستيكية في المدينة الصناعية بمحافظة اربد، وطلب منه تصنيع كمية من «الزمبات» البلاستيكية المستخدمة داخل طلقات الخرطوش بعد ان سلمه عينة من المادة المراد تصنيعها، وبالفعل أرسل المتهم الثالث العينة الى دولة الصين وقبل عشرة شهور من القاء القبض عليه تم احضار القالب اللازم لتصنيع «الزمبات» مقابل (35) الف دينار، وتمكن المتهم الثالث خلال تلك الفترة من انتاج (300) الف «زمبة»، وغلفها ووضعها داخل اكياس وعرضها للبيع، عندها اشترى منه المتهمان الرابع والسادس هذه المادة وقاما بتخزينها داخل المستودعات العائدة لهما في المدينة الصناعية لغايات تسويقها كونها ضرورية في تصنيع الذخائر، وتمكن المتهمون الاول والثاني والخامس من اتمام عملية تعبئة وانتاج ذخائر بنادق الصيد باستخدام هذه القطعة التي انتجها المتهم الثالث.
المتهم الثاني تمكن من تصنيع ذخائر لبنادق الصيد بالاشتراك مع الاول والرابع والسادس عن طريق احضار مادة الرصاص من محلات الخردة وصهرها، واحضار مادة ملح البارود من الالعاب النارية بعد تصنيعه لجهاز يدوي يحتوي على أنابيب صغيرة يمكن من خلالها انتاج الذخائر المطلوبة، بحيث يقوم هذا الجهاز باخراج كبسولة الطلقة، ومن الجهة الاخرى يتم ضغط الكبسولة الخلفية بعد تعبئتها بمادة ملح البارود، والتحكم بشكل وحجم حبيبات الرش حسب فتح او إغلاق الانابيب المثبتة على الجهاز، وتمكن من انتاج ما يقارب (800) كغم من ذخائر بنادق الصيد.
المتهم الخامس وبحكم علاقته بالمتهمين الاول والثاني وبعد احضار المواد اللازمة لانتاج الذخيرة، تولى المتهم الاول تعليمه كيفية تصنيع ذخائر بنادق الصيد، وبذات الطريقة التي اتبعها المتهم الاول تمكن المتهم الخامس من انتاج وتصنيع الف طلقة خرطوش، وفي نهاية العام الماضي وعلى اثر معلومات وردت الى افراد الامن الوقائي حول قيام المتهمين من تصنيع الذخيرة، تم القاء القبض على المتهم الاول وبتفتيش منزله تم ضبط مجموعة من الاسلحة والأدوات والاجهزة والمواد المستخدمة في تصنيع الذخيرة العائدة له، بالاضافة الى (719) كغم من مادة الرصاص غير المصنع، كما جرى إلقاء القبض على المتهم الرابع وبتفتيش المحل العائد له وللمتهم السادس تم ضبط عدد من «الزمبات» البلاستيكية المستخدمة في اعادة تصنيع ذخيرة الخرطوش وكمية من مادة الرصاص، وبتفتيش منزل المتهم الثاني تم ضبط كمية كبيرة من الذخيرة المصنعة والاسلحة والادوات والمواد المستخدمة في تصنيع ذخيرة الخرطوش العائدة للمتهم السادس، وجرى ضبط قوالب حديدية وماكنة تصنع عبوات بلاستيكية استخدمت جميعها في تصنيع الذخائر كانت موجودة في المصنع العائد للمتهم الثالث وعلى اثر ذلك قبض على المتهمين الخمسة في حين بقي واحد فار من وجه العدالة وجرت الملاحقة.
الهيئة المدنية لدى محكمة أمن الدولة برئاسة القاضي سالم القلاب وعضوية القاضيين الدكتور خالد الكواليت وبلال البخيت تنظر في القضية، وعقدت جلسة مؤخرا، وتم رفعها الى الخامس عشر من الشهر الجاري لسماع شهود النيابة في القضية.