التمييز بين الدين والعلم

تم نشره الجمعة 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 12:23 صباحاً
التمييز بين الدين والعلم
إبراهيم غرايبة

يعاني المتخصصون في المجالات العلمية والمهنية من المتدينين والإسلاميين (يبدو لي أن ثمة فرقا بين المتدينين والإسلاميين) من كابوس. هذا الكابوس هو التوفيق بين العلم والدين، وفي أحيان ما يحسبونه من الدين وهو ليس من الدين.. كيف يرد الاختلاف، أو ما يبدو اختلافا، بين العلم والدين؟ هل يملك أهل العلم بالدين القول أو الحكم ببطلان مقولة علمية تناقض الدين أو تبدو مناقضة له؟ وهل يملك أهل العلم القول أو الحكم ببطلان مقولة دينية تبدو مناقضة للعلم؟

بالطبع، فإن المسألة ليست أمرا جديدا، وقد أشعلت صراعا طويلا في التاريخ الديني بعامة؛ الإسلامي والمسيحي واليهودي. ولكنها تعود اليوم لدى بعض المتدينين والإسلاميين من أهل العلم والاختصاص والمهن، الذين يعتقدون بإمكانية تطبيقات وأفهام علمية ومهنية مستمدة من الدين، وبعضهم ممن يجد حرجا وتناقضا بين العلم والدين.

حسم المسألة ببساطة يقوم على مسألتين بدهيتين:

1 - الاستقلال الحتمي والتأسيسي بين الدين والعلم. والتقاؤهما في بعض الأحيان، لا يعني أنهما شيء واحد، ولا يعني أنه التقاء حتمي أو ضروري. كما لا يعني اختلافهما أن أحدهما خاطئ بالضرورة؛ فالدين تصديق بالقلب، والعلم عمليات عقلية وتجريبية. والدين لا يمكن إثبات خطئه، والعلم يجب أن يكون قابلا لإثبات خطئه؛ هو عمليات ونتائج غير يقينية.. هي صحيحة في اللحظة القائمة إلى أن يثبت خطؤها، وهي موضع مراجعة واختبار دائمين.

لا حرج في الاختلاف بين الدين والعلم وتناقضهما في المسائل والنتائج، ولا يحتاج العالم المتدين أن ينحاز إلى أحدهما أو يتخلى عن أحدهما، كما لا يحتاج أيضا إلى التوفيق بينهما. والأهم من ذلك أنه لا يحتاج العالِم أو المهني أن يستمد من الدين المعرفة العلمية أو المهنية، ولا أن يطبق الدين على عمله العلمي أو المهني؛ إنه بذلك يشوه الدين والعلم والمهن معا، ويلحق بها ضررا كبيرا.

2 - ضرورة التمييز بين الدين والعلوم الدينية والتطبيقات الدينية (الشريعة). فالفقه أو التفسير والشريعة بعامة، ليست هي الدين، ولكنها الفهم والتطبيق البشري للدين. الدين هو النص الذي يؤمن المتدينون أنه نزل من السماء على النبي.

( الغد 2014-10-10 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات