كتاب كلينتون .. خيارات صعبة

كتاب هيلاري كلينتون الأخير (خيارات صعبة) جزء من عملية تقديم نفسها كمرشحة للرئاسة بعد سنتين. 635 صفحة من المذكرات التي تلقي الضوء على دورها كوزيرة للخارجية. ومثل كل كتـّاب المذكرات لم تعترف بارتكاب أي خطأ أو بالحاجة للاعتذار.

من الاهداف التي رمت إليها كلينتون إظهار نفسها ليست مستقلة فقط بل مختلفة عن أوباما. وفي هذا المجال نقف عند تباين المواقف تجاه إسرائيل والفلسطينيين:

هيلاري كانت عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك التي تحوي من اليهود ما يقارب إسرائيل ، فليس متوقعاّ منها أن تأخذ موقفاً سلبياً من إسرائيل ، خلافاً لأوباما غير المدين لأحد ، ويستطيع إذا شاء أن يأخذ موقفاً.

هيلاري لم تلفط كلمة (احتلال) والاستيطان بالنسبة لها ليس جريمة بل مشكلة يمكن تلطيفها بتجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً ، وقد زارت إسرائيل والأراضي المحتلة عدة مرات ، وشاهدت بنفسها القيود التي تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ، ولكن ضميرها الإنساني استطاع أن يبتلع هذا السلوك الذي يمثل اعتداء على حقوق الإنسان.

هيلاري لم تذكر أبداً أن إسرائيل ترفض التوقيع على اتفاقية منع انتشار السلاح الذري ، مع أنها تطالب إيران بالالتزام بهذه الاتفاقية! ولم تتردد في التعبير عن حرصها على مصلحة وأمن إسرائيل بالرغم من كل شيء ، وهو موقف انتهازي متوقع من أي مرشح للرئاسة بصرف النظر علن قناعاته الحقيقية.

عندما استقبلت إسرائيل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالإعلان عن مشروع استيطاني ضخم في القدس المحتلة ، غضب أوباما وطلب من كلينتون إبلاغ نتنياهو بأن ما قام به يشكل إهانة شخصية موجهة لأوباما نفسه ، فقامت بنقل الرسالة كارهة ، لأنها لا تريد القيام بدور الشرطي السيء.

هيلاري لخصت موقفها تجاه نتنياهو بأنه سيقاتل إذا حُشر في الزاوية ، ولكن من الممكن أن نأخذ منه شياً إذا تعاملنا معه كصديق.

يذكر أن موافقة إسرائيل على تجميد الاستيطان لمدة 90 يومأً كلفت أميركا ثلاثة مليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية استثنائية.

هيلاري كلينتون كشفت أن المبادرة المصرية الناجحة لإقرار هدنة طويلة الأجل بين إسرائيل وحماس التي ُنسبت إلى الرئيس المعزول محمد مرسي كانت في الواقع من صنع الدبلوماسية الاميركية.

( الراي 2014-10-10 )