حوار مع ملحد
دار نقاش مع صديق فرنسي وكان يبدو من حواره انه في حالة ضيق او به شئ من العتاب علينا كسملين عرب بالبلدان العربية ،وعلي الرغم من عدم سؤالي له من قبل عن ديانته او عقيدته بشكل عام اﻻ انه فاجئني بجملة لم اكن اتوقعها منه نحن هنا يقصد "الفرنسيين بفرنسا"في غاية الضيق مما يحدث عندكم من قتل كيف لصحفي تقوم داعش بقطع رقبته ...؟"...وتغير الحوار من حوار ودي الي لغة جعلتني اطرح عليه سؤالي التالي.. وهل كل المسلمون كذلك ..؟ ان ديننا لم يهدر دم البشر وﻻ يدعوا لذلك بل جعل لذلك ضوابط ولم يبح ذلك اﻻ في ثﻻث الزاني المحصن ومن قتل يقتل والمرتد ...والمسلمون بشكل عام ليسوا داعش او الصورة التي رسمت في ذهنك ....فكان جوابه "نعم المسلمون واصدقائنا يقولون كذلك " ولكن ما اعلمه اننا جميعا غاضبون مما يحدث وقتل الصحفي مزعج لنا جميعا ....قلت له هل قرأت عن اﻻسﻻم ...فقال لي ﻻ وﻻ عن اي دين فأنا ملحد ﻻ اعترف اﻻ بوجود الله ....فقلت له ومن اين عرفت الله ؟....قال انا اعرف مسلمين ويهود وكاثوليك وبرتوثتانت وكلهم يقولون ان دينهم اوعقيدتهم هي اﻻفضل الجميع يبرر و ما اعرفه انا ان الجميع سيموت وتأكله الديدان ويدفن في التراب او تأكله النار ولن يبقي اﻻ الله ....فقلت ولماذا لم تقرأ في اﻻديان كي تعرف الله اكثر او تلحد وانت تعلم جيدا حقيقية اﻻديان ومن ممن يقولون لك ان دينهم اﻻفضل لكي تستطيع الحكم علي دينه اي دين ...وﻻ ادعوك لتقرأ دين بعينه هذا فكرك ورأيك انت حر فيه ...قال لي "انت تقول كذلك وتحترم رأي ولكن غيرك ﻻ يرون ذلك بل يرون قتلي او احتقاري ...؟" قلت له هذا يعبر عن الشخص وطبيعته وفكره ومدي اطﻻعه وثقافته وﻻ ينبغي ان تحكم به علي ..ان اﻻشخاص ليسوا الدين بل الدين جاء ليحمي اﻻشخاص ويعلمهم الحياة بشكل صحيح وعبادة الله وان اخطأ اﻻشخاص فهذا ليس مبرر بأن يكون الدين خطأ....فقال لي ما نحن اﻻ حيوانات تفكر ...ووجدته يحاول ان يوقف الحوار عند هذا الحد مبررا بأن المجال يحتاج الي وقت لعرض وجهة نظره وسنعاود الحديث فيه مرة اخري..وقام بتغير موضوع الحديث بأنه يرغب بأن يعمل بالخليج وامنية حياته..، ﻻن البطالة بفرنسا اصبحت شئ ﻻيطاق 5مﻻيين عاطل ...ولكن صورة الدم تجعله يتوقف عن هذا الحلم ...وقال المسلمون هنا يقصد "بفرنسا"يختلفون عن مسلمي العرب واجدهم طيبون ويتفهمون لنا جيدا وعﻻقاتنا بهم جيدة للغاية ..؟ فقلت له ببﻻد العرب يسكن من هم مثلك وجميع اﻻديان وهم في امان ومايحدث مستنكر من العامة من العرب بكل دياناتهم... فوجدته طلب انهاء الحوار ووعد باستكمال الحديث في وقت اخر.
ما استنتجه من حواري معه ان لدي الغرب بشكل عام فكرة تتلخص في أن مسلمي الغرب من اصل عربي يختلفون عن المسلمون الذين يسكنون بالبلدان العربية وادركت انه محق ﻻن المسلمون ببﻻدنا يهتمون بشكل الدين دون جوهره ويخشون الناس وﻻ يخشون الله وهذا سبب تناقض التعاليم الدينية في في نصوصها وسلوك بعض المسلمين
ان مسلمي الغرب طبائعهم تختلف عن طبائع مسلمي الغرب ...وذلك لسبب واحد هو القمع والكبت وحاﻻت اﻻضهاد دائما ماسيترتب عليها اشخاص عدوانيين او لديهم نزعة انتقامية وهذا ما تعلمناه في علوم التربية أن البيئة المضطربة للطفل ستجعله مضربا سيكولوجيا في حياته او عدواني النزعة اي ان اﻻنظمة مثلها مثل رب اﻻسرة ان كانت معتدلة سينتج عنها مجتمعات وشعوب اكثر استقرار واقل ارهابا اي اﻻنظمة هي التي تصنع اﻻرهاب واﻻرهاب نتيجة وليس حدث .
والدرس اﻻخير الذي استخلصته من حواري معه أن كل انسان سفير لبلده ومجتمعه ودينه ولذلك يجب أن يكون خير رسول لمجتمعه ودينه وبلده بالفكر والسلوك الحسن ﻻ بالعنف وسلوكه ليس المسيئ لنفسه فقط بل لكل من ينتمي اليه.