الاردن الى اين ...؟!
منذ قيام المملكة والحديث عن اعادة توزيع مكتسبات التنمية لم ينقطع ، الا انه بقي حبيس الادراج والاوراق والثرثرات الكلامية، حتى بات الجوع والفقر والبطالة تعشعش في المحافظات ، بعد ان تركزت التنمية والمشاريع في محوري عمان والزرقاء..
وفي غياب تجاهل الهوية الوطنية ، وتعمد طمسها في ممارسات اشبعت بحثا ، وفي ظل تعمد تحويلنا الى اقلية لا حول لها ولا قوة ولا تاثير، على نهج وغرار ما جرى للهنود الحمر في امريكا، اجد انه لا بد من اعادة توزيع الثروة والثراء والموارد والدخول التي تتركز في
محوري عمان والزرقاء، ويحرم منها ابناء الريف والبادية والعشائر التي تعيش حالة من الجوع والفقر المطقع وانعدام المشاريع ومكتسبات التنمية...
لقد أصبحنا وللاسف في حالة ظالمة متناقضة وفاجرة قاهرة، بين من يعيش في بحبوحة من العيش والرفاهية والارصدة، وبين من يبحث عن الرزق ولا يجد الا القليل الذي بالكاد يستر اسرته بل ولا يجد الا الفتات يعتاش عليه...
لا يخفى على احد ان محوري عمان والزرقاء فيها من الثروة والثراء والمال والعقار والبذخ والموارد ما يفوق بعض الدول النفطية ولكنها حكرا عليهم ولا تستفيد منها المحافظات والعشائر...
ان هذا الحال الذي يصعب وصف مرارته وشدة وقعه على النفس حد الانفجار، جعلنا على اعتاب
ثورة اجتماعية اقتصادية تاخذ بعدا سياسيا متازما ومحتقنا تلهج به الالسن وتجول به الخواطر ويمعن به العقل تفكيرا ..
نعم حال لا يمكن لمراقب، سيما من يعيشه او يعيش اهله هذا الحال، الا ان يتوقع الاسوأ والاخطر، الذي قد يؤدي الى زحف ابناء الارياف والبوادي والعشائر الى محوري عمان والزرقاء، التي تتركز فيها الثروة والموارد والدخول، بشكل قد ياخذ اشكالا وابعادا لا يمكن توقعها، وقد يهدد استقرار المنطقة،