أطفال بلا عيد .. وأب يقبع خلف الحديد
لحظة غياب زوجها ضمت أطفالها وقالت بصوت مبحوح :" أبوكم بطل وسيعود" .. متى يعود بابا ؟ يسأل الأطفال باستمرار وهي لا تزال تحدثهم عن بطولاته و تبعث في نفسها و أنفسهم الأمل بأن شمس الحرية لا بد لها من شروق .
بهذه الكلمات بدأت أم مالك زوجة الأسير المجاهد حسن بشارات( 35 عاماً) تسرد معاناتها لمراسل فريق دعم الأسرى الإعلامي فداء .
ولد الأسير بشارات عام 1979 في قرية طمون قضاء جنين ، وهو يتيم الأب والأم و الأصغر بين أشقائه ، متزوج ولديه طفلين (مالك و يزيد) .
اعتقل بشارات عدة مرات كانت المرة الأولى عام 2002 و حكم عليه بالسجن مدة سبع سنوات ، تنقّل خلالها بين كافة السجون الصهيونية .
و مع استمرار الاحتلال في ممارساته التعسفية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الأسير بشارات من جديد عام 2013 من منزله أمام أنظار أطفاله وزوجته .
تقول أم مالك : مضى على اعتقال زوجي سنة و شهر ولم أعلم سبب الاعتقال ، و الصدمة الكبرى حسب وصفها عندما طلب القاضي لزوجها حكماً 36 شهراَ بدون وجود لائحة اتهام سوى أنه من أبناء حركة الجهاد الاسلامي لتحرير فلسطين .
تصف زوجة الأسير حياتها بغياب زوجها ، بأنها حياة صعبة جداً مع وجود طفلين لا يعلمان معنى السجن ولكنهم يعيشون معاناته و ألمه بغياب حنان الأب .
وفي أيام العيد تقول أم مالك : يصعب علي أن أخفي دمعتي أمام أطفالي بسبب غياب والدهم ، و تضيف لمراسل فريق فداء بأن أبناءها تكثر أسئلتهم عن سبب غياب والدهم وعدم وجوده بينهم في العيد ، و تذكر "أم مالك" موقف طفل من أطفالها رفض لبس ملابس العيد وعندما سألته ما السبب ، أجاب ( أنا حابب ألبسهم يوم أروح أزور بابا حتى يضلوا جداد) .
وعن التواصل مع زوجها الأسير فلم تستطع "أم مالك" كغيرها من زوجات الأسرى التواصل المستمر مع زوجها و تضيف : (خلال اعتقال زوجي لم أزره سوى مرتين وتم منعي و أطفالي من الزيارة وأجد صعوبة بمعرفة أخبار زوجي والاطمئنان عليه) .
وتناشد زوجة الأسير حسن بشارات جميع وسائل الاعلام فضح ممارسات الاحتلال بحق الأسرى و ذويهم حتى يتم انهاء معاناتهم بشكل نهائي .