وزير الخارجية يشارك بمؤتمر اعادة اعمار غزة
المدينة نيوز :- شارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة بالمؤتمر الدولي حول فلسطين/اعادة اعمار غزة الذي افتتح اعماله في القاهرة الاحد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واكثر من 80 وزيراً للخارجية وامينا عاما ومديرا عاما لمنظمات وهيئات دولية واقليمية ومؤسسات مانحة.
واكد جودة ان الاردن، وبتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني لم يتوان يوما عن تقديم كل سبل المساعدة والمساندة السياسية والانسانية لأشقائنا الفلسطينيين في عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيهم المرابطون من ابناء قطاع غزة، مبينا وفقاً لـ"بترا" ان المستشفى الميداني الاردني الذي يعمل في القطاع منذ سنوات، وما يزال، يقدم خدماته الطبية والعلاجية الاكلينيكية والجراحية لأكثر من مليون من ابناء وبنات قطاع غزة وبأن طاقته تم رفعها اثناء العدوان الاسرائيلي الغاشم الاخير،وان المستشفيات الاردنية استقبلت عددا كبيرا من ابناء القطاع الذين تعرضوا الى اصابات بليغة خلال العدوان.
واضاف ان الهيئة الهاشمية للإغاثة سيرت المئات من قوافل المساعدات الانسانية والطبية والاغاثية المستمرة للقطاع وسترسل قريبا نحو الفي بيت متنقل لأسر تشردت بفعل العدوان الاسرائيلي الاخير.
وشدد جودة على ان الاردن سيستمر في تقديم كل اوجه الدعم والمساندة للأشقاء في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة، لأننا الاقرب لهم والاكثر تأثرا بما يصيبهم، الى ان يمارس الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة، واولها حقه في تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في اطار حل الدولتين الذي يعالج القضايا الجوهرية كافة استنادا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية بكل عناصرها.
واضاف أن الضمانة الاساسية التي تكفل الخروج من الدائرة المتكررة لإعادة الاعمار ثم تدمير ما اعيد اعماره، والتي شهدناها مرارا وتكرارا في السنوات الاخيرة بالنسبة لقطاع غزة، تتمثل بتجسيد حل الدولتين عبر استئناف المفاوضات المباشرة الرامية الى تجسيده دون ابطاء وبحيث تكون هذه المفاوضات جادة، ومنضبطة ومحكومة بشواخص اداء واطار زمني، يواكبها امتناع كامل عن كل الاجراءات الاحادية الجانب وغير القانونية اصلا التي قد تعيق سير هذه المفاوضات او تقوضها او تستهدف استباق نتائجها من خلال محاولات لتغيير الامر الواقع او الاوضاع القانونية للأراضي الفلسطينية المحتلة كلها بما فيها القدس الشرقية، او تلك المستهدفة للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وبالخصوص الحرم القدسي الشريف وفي القلب منه المسجد الاقصى المبارك،مشددا على ان الاردن سيتصدى لها بكل السبل من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات والرعاية الهاشمية التاريخية لها التي يتولاها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني.
وبين ان الوضع في المسجد الاقصى المبارك في هذه الفترة متأزم ومشحون بسبب الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة وادخال الشرطة واستخدام القوة ومنع المصلين المسلمين من الدخول والسماح للمتطرفين اليهود بانتهاك حرمة المسجد المبارك وكل هذه الخروقات الجسيمة للقانون الدولي والممارسات المدانة يجب ان تتوقف فورا.
وشدد على ان قطاع غزة يشكل وحدة جغرافية واحدة ومتكاملة مع الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وبأن هذه الوحدة الجغرافية الواحدة والمتكاملة هي التي ستقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة طبقا لمرجعيات عملية السلام المعتمدة، ومبادرة السلام العربية بكل عناصرها، والتي سيشكل الاستئناف الجاد والملتزم للمسار التفاوضي السياسي الرامي الى تجسيدها في اطار حل الدولتين و بشكل يواكب الوصول الى وقف مستدام لإطلاق النار ورفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، محفزا للمانحين الدوليين على تقديم المزيد من المنح وايضا الاستثمارات ومن شانه ايضا ان يحفز القطاع الخاص الفلسطيني على المشاركة الفاعلة في جهود اعادة الاعمار والاستثمار بعيد المدى، اذا ما توافرت الظروف التي تمكنه من ذلك والتي تتطلب ان تزيل الحكومة الاسرائيلية كل المعيقات التي تحول دونة، وخصوصا تلك الخاصة بحرية حركة الاشخاص والبضائع ما بين قطاع غزة والضفة الغربية ومع الخارج.
وأشاد جوده بالمبادرة المصرية الهامة التي افضت الى انهاء العدوان الاسرائيلي الغاشم الاخير على قطاع غزة، والتي ادت الى الاتفاق على وقف لإطلاق النار على يتبعه مفاوضات غير مباشرة تهدف للوصول الى وقف مستدام لإطلاق النار من المقرر ان تستضيفها مصر خلال الايام المقبلة،مشيرا الى ان الاردن كان في طليعة الدول المساندة والمؤيدة للمبادرة المصرية.
واكد ان الاردن قام بالعمل المنسق مع الجهد المصري والمواكب له، بشتى السبل ومنذ بدء العدوان -بما فيها من خلال عضوية الاردن الحالية في مجلس الامن لضمان وقف العدوان على غزة وتحقيق وقف لإطلاق النار مشيرا الى ان الاردن ما زال يعمل في ذات السياق المنسق مع الاشقاء لتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار يضمن عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات، والرفع الفوري للحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة واهله الذين يرزحون منذ سنوات تحت وطأة ظروف معيشية مروعة لا تقبلها لا القوانين والاعراف الدولية الملزمة ولا منظومة القيم الانسانية التي تشترك فيها البشرية جمعاء.
وختم جوده بالتعبير عن الامل ان يكون هذا المؤتمر ليس فقط اطارا تمويليا لإعادة اعمار قطاع غزة بل رافعة ودافعا لاستئناف المسار السياسي الجاد والملتزم الموصل الى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة التي تعيش بأمن وامان مع كل دول المنطقة، لتنعم منطقتنا بالاستقرار والسلام والازدهار والعدالة التي من شانها محاصرة نزعات التطرف والبغضاء والعداء الذي يغذي الارهاب الذي يهدد العالم باسره.
كما شارك جوده في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي انعقد في القاهرة اليوم بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربية واعضاء المبادرة.
والتقى جودة على هامش مؤتمر اعادة اعمار غزة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، حيث اجرى الوزيران مباحثات تناولت سبل انجاح المؤتمر وافاق استئناف مفاوضات السلام الرامية الى تجسيد حل الدولتين والتنسيق حول التحديات والتهديدات المشتركة في المنطقة وفي المقدمة منها التصدي للإرهاب.