اتحاد الطلبة في الاردنية : عمادة الطلبة اصبحت مول
المدينة نيوز :- شنّ اتحاد طلبة الجامعة الأردنية هجوماً على ادارة الجامعة وعمادة شؤون طلبتها بسبب فشل السياسات المالية والاستثمارية وزيادة نسب العجز عاما بعد عام.
ورفض طلبة الأردنية في بيان لهم أن تكون عاجزة مالية بل انها وبحسب وصفه يصيبه عجزا في العقول التي لم تقو بناء منظومة استراتيجيّة استثمارّية.
وهاجم الاتحاد اقامة سوق تجاري داخل عمادة شؤون الطلبة يبيع الملابس و"الشالات" والاكسسوارات وأماكن لرسم الحناء معتبرا ذلك اعتداء صارخ على رسالة الجامعة الأكاديمية والثقافية.
وتاليا نص البيان الكامل
يُعاين اتحاد الطلبة معاناة الجامعات الأردنيّة والجامعة الأردنيّة تحديداً في تحوّلها لأن تكون جامعات انتاجية، على الصعيدين الاقتصاديّ والاستثماريّ، وجامعات بحثيّة على الصعيدين الأكاديميّ والبحثيّ.
مُعاناة سبّبها تقلّب الإدارات التي لا تبني على ما سبقها بل تبدأ من نقطة الصفر ما أدى إلى فشل السياسات الماليّة والاستثماريّة وتخبط إداريّ وماليّ غير منضبط ضمن أطر معايير الجودة والاستثمار المدروس، ليسبب تراكم في الديون وعجز في الميزانية الناتج بطبيعة الحال عن عجز العقول التي لم تقوَ على بناء منظومة استراتيجيّة استثمارّية .
وإننا في اتحاد الطلبة مازلنا نراقب بكل أسى فشل العقليّة الاستثماريّة وسطحيتها، حيث يُقام حالياً وبشكل متجدد في عمادة شؤون الطلبة في الجامعة وتحديداً في قاعة النشاطات بازار "استثماري"، بطريقة بَيع البسطات بل إن البسطات تتفوق في الأسلوب والجدوى ، حيث من المفترض أن تكون عمادة شؤون الطلبة خلية من الأنشطة الثقافية والتطوعية والمعارض الفنية والندوات ومليئة بالأعمال التطوعية والأنشطة والمبادرات الطلابية، لا أن تكون مليئة بالشالات والاكسسوارات والعروضات والملابس ورسم الحناء والكثير من المعروضات المتنوعة والتي نراها اليوم على أنغام الأغاني لجذب الطلبة للمزايدات والعروض والخصومات، ومن البديهي أن ترى المضاربات بين الباعة والنداء على السلع على طريقة الحسبة وأسواق الخضار المركزية، وبشكل يخدش هيبة المكان ويسيء لصورة الجامعة الأم ومكانتها، ويشوّه تاريخها وعبق أمكنتها التي يفترض ان تعج بالعلم والفكر والثقافة، حيث كانت ترتسم باللوحات الفنية ولوحات الخط العربي وتملأ أجوائها قصائد الشعر والنثر وتقاسيم الأهازيج والمعزوفات الفنية، وتزدحم بالطلبة القادمين لمشاهدة المسرح الجامعي الذي كان يملأ المكان تعبيراً وتفاعلاً ليغيب بلا عودة، لتستبدل عمادة شؤون الطلبة كل ذلك ببسطات المعجنات والنظارات الشمسية والملابس والزينة...الخ، ولتصبح أشبه بمول أو سوق شعبي، وهكذا تفقد الجامعة شيئاً فشيئاً قيمة كبيرة ويصبح همها الشاغل قوت يومها بأية وسيلة ومهما كان الثمن، وهنا نعلن رفضنا الكامل لهذه السياسات والمظاهر التي تجعل من حاضنة الفكر وموقظة المواهب، لأسواق ومزادات علنية.
وإن غاية ما نسعى إليه كاتحاد طلبة الجامعة الأم هو أن تكون نشاطات الجامعة متسقة مع رسالتها وتاريخها ومستقبلها وأن تكون منسجمة مع الرؤى والتطلعات الملكية السامية والتي عبّر عنها جلالة الملك في خطابه الاخير بالجامعة الأردنية حين قال " مطلوب من الجامعات الأردنية كلها أن تركز على نوعية ومستوى التعليم العالي، وأن لا يقتصر عملها على الجانب الأكاديمي والتعليمي، وإنما عليها مسؤولية تشكيل الوعي الثقافي والديموقراطي" فلا ندري أي وعي ثقافي أو ديموقراطي تؤسس له العمادة بنشاطاتها تلك.
وإننا ننظر إلى هذا الواقع المرير بالأسف والألم، حيث أن الجامعات يجب أن تضرب مثالاً في الإنتاجيّة وبناء واستثمار العقول وتوجيه الطاقات العلمية والبشرية وأن تطور كافة القطاعات الوطنيّة وترفدها بالأفكار والبرامج والخبرات، لكن الواقع لا يمت للأمل والطموح بصلة، فهي تغرق في مستنقع إدارة الأزمات وتقطيب الخروق التي أثخنت الجامعات مما صرفها كلياً عن التفكير بالغد والاستثمار للمستقبل وجعلها مُنهمكة بتوفير النفقات الرأسماليّة والمراوحة في نفس المكان لسنين وعقود، حيث قصرت السياسات والمسؤولين عنها من تجاوز جيوب الطلبة فأصبح الطالب (الدفاع المدني) الذي يحمل هذا الوزر وكأنه جمل المحامل الذي يتحمل كل هذه السوءات والاخطاء .