خرافة ضبط الإنفاق العام

تم نشره السبت 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 12:52 صباحاً
خرافة ضبط الإنفاق العام
د. فهد الفانك

لا بد أن وزير المالية يشعر بالملل لكثرة ما اقترح عليه المعلقون ضبط الإنفاق العام، وكأن هذا الهدف غائب عن باله.

على الذين يطالبون وزير المالية بضبط النفقات أن يقولوا له كيف يتم هذا الضبط. هل يريد هؤلاء تخفيض رواتب الموظفين، أم تخفيض رواتب المتقاعدين، أم تخفيض فوائد الدين العام المحلي والخارجي، أم تخفيض الإيجارات المستحقة على مباني الوزارة وفروعها، أم الامتناع عن سد العجز في الكهرباء والمياه ودعم الخبز والغاز المنزلي، هل يريدون من وزير المالية أن يختصر موازنة القوات المسلحة، والأمن العام، والدرك، والمخابرات، أم يرفض دفع المطالبات الطبية، أم يوقف نفقات السفارات في الخارج، أم ماذا؟.

إذا كان وزير المالية لا يستطيع المساس بأي من هذه النفقات الثابتة فهل يتفرغ لتخفيض النفقات المتعلقة بالمصاريف الإدارية للمكاتب التي لا تزيد عن 5% من الموازنة كأثمان القرطاسية، الصيانة، فواتير الماء والكهرباء، بنزين السيارات، اشتراكات الصحف.

في ظل الأوضاع القائمة لا تتمتع الموازنة بأي قدر من المرونة والجزء الأعظم من النفقات العامة ُملزم وغير قابل للضبط. وكون الإيرادات العامة غير كافية لتغطية النفقات، يجعل الحل الوحيد المتاح لوزارة المالية هو أن تقترض، وأن تواصل الاقتراض بمعدل عشرة ملايين دينار في كل يوم عمل لمجرد شراء الوقت بانتظار حدوث المعجزة.

معظم أبواب النفقات المتكررة غير قابل للضبط بمعنى التخفيض، ولكن هناك أبواباً قابلة للشطب ومؤسسات قابلة للإلغاء، باختصار ليس هناك حلول علاجية بل حلول جراحية، وبعكس ذلك لا معنى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، ولا ندري كيف يقال أن البرنامج ناجح طالما أن المديونية ترتفع بمعدل 5ر2 مليار دينار سنوياً في ظل البرنامج.

العاملون على إعداد موازنات الوزارات والمؤسسات العامة لسنة 2015 لديهم تعليمات بتجميد الإنفاق عند مستوى السنة الحالية دون زيادة، أي أن النفقات لا تنمو في حين تواصل الإيرادات النمو، مما يخفض العجز بأكثر مما يطالب به صندوق النقد الدولي، وهذا هو الحد الأقصى الذي يستطيع أن يذهب إليه وزير المالية بموافقة الرئيس. فهل تنجح التجربة أم ُيفتح الباب للاستثناءات والخضوع للضغوط؟.

( الرأي 2014-10-18 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات