تحذير من استغلال داعش لوسائل الإعلام الجديد لاستقطاب مؤيدين

تم نشره الإثنين 20 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 12:17 مساءً
تحذير من استغلال داعش لوسائل الإعلام الجديد لاستقطاب مؤيدين

المدينة نيوز :- اجمع خبراء واكاديميون على انه لا يمكن لإنسان سوي يؤمن بالله سبحانه وتعالى أن يقر القتل والتدمير والاعمال التي تقشعر لها الأبدان .

وقالوا : ان كل من يقوم بذلك هو مأجور أو مرتزق محترف للقتل أو مريض عقليا أو نفسيا، لافتين الى ان من يقوم بذلك ران على قلبه فلم يعد يعرف الخير من الشر، فأدمن القتل معتقداً وبسبب فكره الظلامي انه يفعل الخير .

واشاروا الى ان من يقومون بهذه الاعمال ذهبوا الى بعد اخر باستخدامهم الشبكة العنكبوتية ذات التطور المتسارع لبث سمومهم ونشر افكارهم العنيفة.

الخبير والباحث في مواقع التواصل الاجتماعي الدكتور معتز كوكش أشار الى ما يسمى بالإرهاب الالكتروني أي بمعنى لجوء الإرهابيين والمتطرفين إلى الشبكة العنكبوتية خصوصاً شبكات التواصل الاجتماعي لبث سمومهم ونشر الفكر العنيف والمتطرف في نفوس الشباب المغرر بهم، مرجعاً ذلك لسهولة استخدامها وانتشارها الواسع بين الشباب بسرعة هائلة مضيفا ان عدد مستخدمي الفيسبوك العرب وصل إلى 80 مليونا، وبذلك "أصبحت أسلحة الإرهابيين من داعش وغيرهم الرصاص والبندقية إضافة إلى أجهزة محمولة وهواتف ذكية يصعب رصدها بسهولة" وفقا له.

وقال "ان شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي عالم شديد النمو سريع التطور ونتيجة لذلك فقد تغيرت النظرة الى الإرهاب الإلكتروني التي كانت منحصرة بالأعمال التخريبية كهجمات الكترونية على مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي لمؤسسات إعلامية وحكومية وأصبحت تشمل أنشطة أكثرة خطورة تمثلت بالاستخدام اليومي لشبكات التواصل الاجتماعي من قبل المنظمات الإرهابية لتنظيم وتنسيق عملياتهم المتفرقة والمنتشرة حول العالم".

وبين كوكش ان الإرهاب الالكتروني النشط على الشبكة العنكبوتية متفرق ومتنوع ومراوغ بصورة كبيرة، "وحينما يظهر موقع إرهابي اليوم، تجده يختفي ليظهر مرة بشكل جديد وعنوان إلكتروني جديد بعد فترة قصيرة، ولا تخاطب المواقع الإلكترونية لتلك التنظيمات أعوانها ومموليها فحسب، بل توجه رسائلها أيضاً الى الإعلام والجمهور الخاص بالمجتمعات التي تقوم بترويعها وإرهابها، بهدف شن حملات نفسية ضد الاخرين الذين تعتبرهم اعداء لها، فهي تعرض أفلاما مرعبة للرهائن والأسرى أثناء إعدامهم وقطع رؤوسهم".

وذكر ان الأهداف الأساسية لاستخدام الإنترنت بأغراض إرهابية، تتمثل بالاتصالات التي تساعد التنظيمات الإرهابية من خلال شبكة الانترنت مثل اتصال داعش بأعضاء التنظيم والتنسيق فيما بينهم، نظراً لقلة تكاليف الاتصال مقارنة بالوسائل الأخرى ووفرة المعلومات التي يمكن تبادلها، مضيفاً "أصبح عدم وجود زعيم ظاهر للجماعة الإرهابية سمة جوهرية للتنظيم الإرهابي الحديث، مختلفاً بذلك عن النمط الهرمي القديم للجماعات الإرهابية، وكل هذا بسبب سهولة الاتصال والتنسيق عبر الشبكة العالمية".

وقال ان التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد هي ايضا هدف رئيس للتنظيمات الإرهابية، حيث ان استقدام عناصر جديدة داخل التنظيمات الإرهابية، يحافظ على بقائها، وزاد "هم يستغلون تعاطف الآخرين من مستخدمي الانترنت مع قضاياهم، ويجتذبون هؤلاء السذج بعبارات براقة وحماسية من خلال غرف الدردشة الإلكترونية، ونحن نعلم أن تسلية الشباب والمراهقين هي الجلوس بالساعات الطويلة في مقاهي الانترنت للثرثرة مع جميع أنواع البشر في مختلف أنحاء العالم".

وأشار كوكش وهو خبير في تقنية المعلومات إلى عنصر إعطاء التعليمات والتلقين الإلكتروني الذي يخطط له الإرهابيون، قائلا "يمتلئ الانترنت بكم هائل من المواقع التي تحتوي على كتيبات وإرشادات تشرح طرق صنع القنابل، والأسلحة الكيماوية الفتاكة، وعند استخدام محرك البحث "غوغل" لعام 2005 للبحث عن مواقع تضم في موضوعاتها كلمات مثل "إرهابي" و"دليل"، كانت نتائج البحث ما يقرب من ثمانية آلاف موقع".

وتطرق إلى ان الحصول على التمويل من خلال الانترنت يتم عبر إنشاء مواقع خيرية أو إرسال بريد الكتروني يحمل صور أشخاص تعرضوا لكوارث ثم الطلب من الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة ومن ثم يتم استجداؤهم لدفع تبرعات مالية لأشخاص اعتباريين، يمثلون واجهة لهؤلاء الإرهابيين، ويتم ذلك بواسطة البريد الالكتروني بطريقة ماكرة لا يشك فيها المتبرع بأنه يساعد إحدى التنظيمات الإرهابية.

وحول طرق الحد من داعش وغيرهم من الجماعات الإرهابية الالكترونية قال كوكش "ان مواقع التواصل الاجتماعي العالمية تقوم بعمل فلترة شبه يومية للمحتوى الالكتروني بحيث تزيل أي محتوى مخالف يحوي عمليات إعدام أو تحريض أو تعليم صنع الأسلحة، كذلك فان مطوري تكنولوجيا المعلومات وخبراء الإنترنت مطالبون بملاحقة أنشطتهم التوسعية بأنشطة حماية وسد ثغرات لحماية هذا الفضاء الحيوي من أن يصبح ساحة إرهاب دامية".

ودعا المجتمع الدولي الى إبرام اتفاقيات لمكافحة تلك الجرائم، وتنظيم الجهود الدولية لمحاربتها، بما في ذلك بحث إنشاء "نظام للإنذار المبكر من الهجمات الإلكترونية"، وتطوير برامج آمنة، وزيادة وعي المسؤولين التنفيذيين والعملاء بالحاجة إلى إجراءات أمنية أفضل.

وبين ان مهمة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، تجنيد الشباب عبر زرع الفكر التطرفي الالكتروني ومن ثم تجنيدهم، ويقع عادة الشباب اليافعون ضحية لذلك، موجهاً النداء إلى كل أب وأم لمراقبة أبنائهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة والى كل الأكاديميين في الجامعات لتحذير طلبتهم من خطر هذه الجماعات الإرهابية.

وعن كيفية قبول افراد من شتى الدول الانضمام لتنظيم داعش وقد شاهدوا عبر وسائل الاعلام وتحديدا الجديد منها أعماله الارهابية، فما الذي يدفعهم لذلك ؟!.

فسر ذلك الخبير والباحث بشؤون الجماعات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان بثلاثة نماذج تقوم باستخدامها داعش للترويج لنفسها إعلامياً وتجنيد مقاتلين، الأولى هي جاذبية القوة التي تقوم على قلب الرسالة الإعلامية العربية، حيث يريد تنظيم داعش من خلالها إرسال رسالة إلى الجماهير بإنه قوي وشرس وقادر على الإيذاء وتحقيق الإنتصارات.

أما الثانية فاشار ابو رمان إلى جاذبية الإنتقام والتي تقوم على مبدأ الإنتقام من العدو فتسهل هي الأخرى عملية التجنيد والتعبئة بالنسبة لداعش نظراً لما يمر به بعض الشباب من ظروف قد تجذبهم للإنتقام وبالتالي الإنضمام للتنظيم من أجل تحقيق الغاية المنشودة.

وتحدث عن الجاذبية الثالثة والتي تستخدم بكثرة لتجنيد مقاتلين من الدول الغربية وغيرها، حيث يدرك تنظيم داعش أن بعض الشباب في تلك الدول يعيش حالة من الفراغ والقلق محاولين بانضمامهم ملء ذلك الفراغ الذي يعيشونه فيقدم لهم داعش أسبابا تجذبهم.

وأشار الى ان "هنالك نسبة من المتعاطفين والمؤيدين لداعش لا يصدقون ما يقال عن التنظيم إعلامياً أو سياسياً ولا يثقون بالدعاية الإعلامية المضادة"، كما أشار إلى أن التنظيم ينمو في حاضنة اجتماعية وسيكولوجية توفر لهم الامان وتجعل من الحد من نشاطهم ومواجهتهم مسألة معقدة ما يدفع بعض الأفراد الى إبداء استعدادهم للانضمام لتنظيمهم .

وقال ابو رمان "كان هنالك سطحية في التعامل مع طرق داعش الإعلامية في بث رسائلها، إلا ان العالم اليوم أدرك ان الإعلام الجديد ووسائل التواصل باتت من أهم وسائل التجنيد لدى التنظيمات الإرهابية بالعموم ، لكن تبقى الجهود في هذا الصدد إلى الآن غير كافية وضعيفة".

نائب عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور غالب شطناوي قال انه لا يمكن لإنسان سوي يؤمن بالله أو أي مبدأ آخر أن يقبل أو يقر ويبرر ما تقوم به داعش من قتل وتدمير وأعمال تقشعر لها الابدان، مشيراً إلى ان كل من يقوم بذلك مأجور أو مرتزق محترف للقتل أو مريض عقليا أو نفسيا، بحيث ران على قلبه فلم يعد يعرف الخير من الشر فأدمن القتل معتقداً وبسبب فكره الظلامي انه يفعل الخير.

وزاد شطناوي ان " المتتبع للأخبار يصعق فعلاً حينما يسمع ويشاهد إصرار الغرب على فكرة أن الحرب على داعش تتطلب سنوات رغم كل هذا التحالف وإمكاناته ما يثير الشك في صحة النوايا". وحول إمكانية إضعاف إعلام داعش وتحديداً ترويج التنظيم والدعاية لنفسه من خلال قنوات التواصل الاجتماعي أشار شطناوي إلى انه من الصعب التغلب على إعلام داعش وتحديداً سلوكهم مسلك القنوات الالكترونية والانترنت قائلاً "داعش تقوم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد بكل ذكاء ومهنية عالية ومخطط لها حيث تديرها عقول كبيرة جداً".

وأضاف ان "إضعاف الدعاية لداعش يأتي من خلال هز الثقة فيما تنشر بينها وبين الرأي العام ، والترويج لما تقوم به داعش على انه عمل غير إنساني ومتطرف يدعو للقتل والخراب مطالباً بـ "شيطنة هذه الظاهرة الغريبة العجيبة وهي شيطانية في الأساس".

وحذر من مغبة نجاح تنظيم داعش، وقال "إذا ما كتب لداعش النجاح، فان ذلك سوف يعيد المنطقة إلى عصور مظلمة ما يفسح المجال أمام الغرب ليرتع في المنطقة كيفما شاء".

وطالب وسائل الإعلام المختلفة بالعمل على توحيد جهودها في عدم نشر وبث أي رسائل أو محتويات لداعش من خلالها، وقال ان" بث ونشر رسائل داعش يسهم بالترويج لهذا التنظيم والتنظيمات الإرهابية في العموم" .

ولا يرى شطناوي أن لداعش تهديداً جدياً على الغرب، معتقداً انه يحقق بعض أهداف لدول غربية، كما أنه ظاهرة نشأت لتفتيت المجتمعات وإثارة النعرات .

الأكاديمي طارق الناصر أشار إلى وجود هالة إعلامية مبرمجة لتنظيم داعش تستفيد من توجه الناس نحو وسائل التواصل الحديث مستغلةً ميولهم نحو الإشاعة كمادة للأحاديث اليومية التي يتناقلها الناس بينهم , فتتطور بعد ذلك لتبنى الحبكات وفقاً لأهوائهم، وقال "وجدت داعش والقائم على صناعتها فرصة سانحة في مجتمعاتنا العربية لبث سمومها من خلال الإعلام الجديد لتصل إلى الناس بمختلف فئاتهم ما أدى لظهور التنظيم بشكل أكبر من حجمه الحقيقي ومثير للرعب في نفوس الناس".

وأضاف ان "الرعب الحقيقي يكمن في سيطرة الدعاية الإعلامية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على عقول الناس كما سيطرت عليها ذات المواقع بكل محتواها بغض الطرف عن طبيعة المحتوى والمضمون".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات