هل فعلاً خرج العرب من التاريخ ؟
وهل باتت مُهمة العرب تنفيذ مُخططات الغرب والإكتفاء بدور المُستهلك لسلعهم واشعال الحروب لاستهلاك منتجاتهم العسكرية للحفاظ على اقتصاد دولهم ورفاهية شعوبهم ، لقد قام الغرب بنهب ثروات الشرق في بداية القرن الماضي ، وتراكمت لديه حيث استَبدَّ في توزيعها على مواطنيه ووفر لهم كل سُبل الراحة والطمأنينة والأمان في الوقت الذي فقد قاطنوا الشرق الحزين مقومات العيش بأمان ، ولم يعد قادراً على توفير الحد الأدنى من العيش الكريم بعد أن سُرقت ثرواته وبددها الغرب في رفاه شعوبهم وبَذَخْ من أُوكل إليهم إدارة شعوب الشرق من حكام ومسؤولين ، واستمر الحال بإتفاق ضمني لإبقاء هذه المنطقة من العالم تحت حُكم الطغاه بشروط الحفاظ على جهل وتخلف شعوبها حتى لا تُفكر هذه الشعوب في النهضة يوماً وتبقى عاجزة تحت رحمة هذا الغرب الظالم المُستبد ، واستمرت هذه المخططات بعد أن قرر الغرب زرع اسرائيل كخنجر في خاصرة الشرق لتُحافظ على تخلفه وصرف مُقدرات هذه الدول لتمويل موازنة مصانع الأسلحة استعداداً للمعركة المحسومة النتيجة بضمان تفوق اسرائيل وتنفيذ مشروعها الذي يَشغل العالم أجمع ، فلا زلنا نذكر مشكلة شاليط التي أرقت زعامات العالم وأخذت من الإهتمام أكثر من الإهتمام بكثير من الشعوب و بأي شأن آخر مهما عَظُم ، وهكذا استجاب العرب لمخططات اسرائيل والغرب فَهُم جاهزون لتسويق أية مشروع يطرح عليهم، وفجأة يتحول مُعتدليهم إلى الأكثر تطرفاً وتتحول الدول المٌسالمة إلى دول داعمة للإرهاب ، ويصبح الإرهاب لصيقاً بالعرب ويصبح كل عربي مسلم مشروع إرهابي ، وهكذا يخرجون من التاريخ في طريقهم للخروج من الجغرافيا فلم يعد لهم دول وذهبت دعواتهم وحرصهم على حدود سايكس بيكو أدراج الرياح ، وقد تغول الغرب في فرض طُغيانه وفجوره فَبددّ وقتل وشرد ودمر أهم الدول والجيوش والمدن ولا زال سائراً في مُخططه لتحويل المنطقة إلى كنتونات بواقع كنتون لكل فخذ عشيره حتى يستمر في سيطرته واستبداده وتستمر المنطقة سوقاً لما تنتجه المصانع المدنية والعسكرية ، ولمنع هذه الشعوب من النهضة والتقدم لتبقى خارج التاريخ قوة مُهملة ليس لها حساب.
في ظل غياب مشروع قومي وحدودي عربي لن يكون للعرب كيان وستبقى قبائل وشعوب متفرقة كغثاء السيل تأتمر وتسير ضمن مخططات الأعداء في تدمير ونهب كل مقومات تقدم ورفاه وسعادة شعوب المنطقة .