نقابة الصحفيين تنتفض لحماية المهنة..!

قد يرى البعض ان وصف خطاب نقابة الصحفيين الى رئيس الوزراء مؤخرا بعدم توجيه الدعوات الاعلامية لتغطية نشاطات الحكومة ووزاراتها الا لاعضائها فقط، بانه تاريخي، مبالغ فيه.
والمبالغة من وجهة نظر هؤلاء ان هذه الدعوة لا تسمن ولا تغني من جوع، بخلاف المعنيين بالمهنة وبانجاح خارطة طريق الاصلاح الوطني الذين يرون ان فيما تقدمت به نقابة الصحفيين تسريع لانجاز الاصلاح الشامل والذي عطلت عجلته «الاشاعة» و«القيل والقال».
هذا الخطاب الذي تبعه اعتراف مجلس الوزراء بالصحافة كمهنة في تعديلات نظام الخدمة المدنية التي اقرارها مؤخرا مثلها مثل الطب والهندسة والمحاماة، من شأنه ان يسهل عملية تنظيم هذه المهنة ومنع اختراقها من قبل الدخلاء الذين كانوا سببا في الفلتان الاعلامي الذي شهدته البلاد في سنوات سابقة.
ومنذ ان حاول الربيع العربي المرور عبر الاردن لم نختلف على اننا كنا بحاجة الى اصلاح شامل ولكن قلنا ان ذلك احتاج الى خطوة استباقية تتمثل في احداث اصلاح اعلامي يركز على اعادة المهنية التي اختطفت من قبل دخلاء المهنة بدعم من مراكز قوى كان همها وهدفها حماية نفسها من المحاسبة والمحاكمة بعد سنوات من تغليب مصالحها الخاصة على مصالح البلد واهلها يوم كانت في موقع المسؤولية.
ان انتزاع الاعتراف بالمهنة من قبل الحكومة كان معركة نقيب واعضاء مجلس النقابة وحدهم فقط، رغم انه من المفترض ان يكون هذا الاعتراف مطلبا مجتمعيا. والان فان ما حققه الزملاء من انجاز على هذا الصعيد من شأنه ان يضع نقاط الخارطة الاعلامية الوطنية الاردنية على حروفها، وفي حال تحرك المجتمع على مختلف فئاته لدعم هذا التوجه فان الاشياء ستظهر على احجامها الحقيقية وليس كما كان الحال فيما مضى من السنوات القليلة الماضية.
وباصرار مجلس نقابة الصحفيين على موقفه في خطابه الذي عرف الصحفي وما يترتب على من ينتحل هذه الصفة من عقوبات، اعتقد ان المتربصين بالوطن من اعداء لن يجرؤ احدهم على التطاول او المساس برمز الدولة او سيادتها لان الرد سيكون واحدا لحماية ثوابت الاردنيين وسر ازدهارهم وتغلبهم على العواصف والتحديات، بان الله والوطن والملك خط احمر.
وفي ذلك ايضا اعادة الحق لاصحابه من المهنيين الذين سلب ألقهم منهم « بفعل فاعل»، تصدت له قوى مكافحة الفساد والاجهزة المختصة وقال القضاء كلمتهم فيهم.
اما الحرية المسؤولة والحريصة على مصلحة الوطن والعباد بكشف الحقيقة ووأد الشائعات ومنتجات الطابور الخامس ستخرج من عزلتها، سترى النور مجددا بفضل هذا الاصرار المهني الذي يمارسه ممثلوا الصحفيين والاعلاميين، وستقوم بمسؤولياتها في شق طريق خارطة الاصلاح التي رسمها سيد البلاد والاردنيين لمستقبل افضل.
ان دعم الحكومة لطلب النقابة سيكون له الاثر الكبير في توسيع مظلة بيت الصحفيين الشرعي لترتيب البيت الاعلامي الداخلي وتطوير المهنة والتصدي لكل من يحاول ان يسمم الرأي العام الاردني بالادعاءات والمعلومات التي هدفها المساس بالامن الوطني.
مجلس نقابة الصحفيين على الطريق الصحيح، والمطلوب من المرابطين على امن واستقرار الوطن الوقوف في ظهرها حتى تعكس السلطة الرابعة نبض الناس الى المسؤولين وتقف على قضايا المواطن والوطن وتكون عونا في القضاء على الفساد والمفسدين.
(الرأي 2014-10-23)