القيادة بتواضع "12درساً للقيادة من البابا فرنسيس"
كثرت في الآونة الأخيرة الكتابات والنظريات حول القيادة وكيف يمكن للشخص أن يصبح قائداً ناجحاً وحيث أن القائد هو الشخص الذي يمتلك القدرة على التأثير في الآخرين وتنسيق جهودهم في العمل معاً لتحقيق الأهداف المرجوة، فلقد أصبح لزاماً على المجتمعات على تعددها واختلافها إيجاد قيادة فعالة تتولى التنظيم والتنسيق لتكون بالتالي ذات تأثير ايجابي لا على المؤسسات فحسب بل على المجتمع الذي يحتضنها.
ويرى الباحثون أن هنالك قدرات معينة لا بد أن يتمتع بها القائد الناجح منها:
o القائد هو إنسان خلاق ويحتاج إلى تغيير مستمر وتحسين مستديم
o القائد هو إنسان مبدع يصنع أتباعاً يعملون معاً
o القائد هو إنسان باني يستند على نظام وقيم (صخرة صلبة في العمل والمسيرة)
نكتشف من خلال البحث والدراسة غياب مصطلح "التواضع" عن القيادة في المؤسسات، فأين هو مبدأ "القائد الخادم" الآن؟؟ لقد أصبح هناك حاجة ملحة لإعداد وتأهيل قيادات تتمتع بالكفاءة وتضع نصب عينيها بأن مفتاح القيادة الفعالة هو خدمة الآخرين بتواضع: "قلب صادق ومتواضع".
صدر حديثاً كتاب تحت عنوان "LEAD with Humility" "القيادة بتواضع" للكاتب "Jeffrey A. Krames" يدعو فيه إلى النظر إلى شخصية قيادية عالمية مؤثرة وفعالة، هي شخصية قداسة البابا فرنسيس، فعندما أعلنت مجلة فورتشن عن قائمتها لأعظم خمسين قائداً في العالم عام 2014، تصدر البابا فرنسيس هذه القائمة، وهو الرجل الذي أمضى جزءاً كبيراً من حياته يعمل في الأحياء الفقيرة في بوينس آيرس، حصل البابا فرنسيس على هذه الجائزة وغيرها الكثير لما حققه من انجازات لافته خلال عامٍ واحد، كان من بين هذه الانجازات التركيز على الاهتمام بالقيم الإنسانية، وإعطاء صورة جديدة عن القيادة الفاعلة، كيف تمكن من ذلك؟ يكمن الجواب في تواضعه والمبادئ البسيطة التي تنبع من ذلك، قد يعتبر التواضع في بعض الأحيان دليل ضعف لكن قوة البابا فرنسيس تنبع من تواضعه، يبين "القيادة بتواضع ضمن اثني عشر درساً" كيف يمكن للقادة والمدراء السير على هذا النهج وإتباعه كل في مجاله، ويكشف لنا عن قوة هذا الأسلوب في مساعدة أي شخص ليصبح قائداً أكثر تعاطفاً وفعالية: "إذا أردنا أن نخلص علينا أن نختار درب التواضع".
فكيف يعلمنا قداسته القيادة الفعالة؟ إليكم فكرة سريعة عن 12 درساً في القيادة حسب فكره:
1. القيادة بتواضع: يرى البابا فرنسيس أن التواضع الصادق هو جوهر القيادة، حيث يشدد أن على القادة أن يتخلوا عن المظاهر الخارجية وأن يكونوا قريبين من الآخرين (الأتباع) ويركز على أهمية التعامل الإنساني المباشر وعدم البذخ في المصاريف.
2. القيادة الشخصية: يدعو إلى العيش معاً في المؤسسة (السير مع القطيع)، وأن يكون لدى القائد القدرة على الإصغاء، والفهم والمساعدة، والتوجيه. فالسير معًا يتطلب المحبة وخدمتنا هي خدمة محبة، كما يقول القديس أغسطينس.
3. القيادة الايجابية: "من أنا حتى أحكم على الآخرين"، الأساس هنا هو مبدأ قبول الاختلاف، وعدم الحكم على الآخر، والنظر دائماً إلى الكأس الممتلئ.
4. القيادة المبدعة:
o "لا تغيير بل تحسين... اختراع من جديد"
o المحافظة على ثوابت المؤسسة والعمل على تطويرها
o المحافظة على المصلحة العامة والعمل المشترك
5. القيادة العملية: التركيز على الإدارة العملية قبل النظرية من خلال اللقاء والحوار المباشر.
6. القيادة التشاركيه: تجنُب الإهانة وإتباع مبدأ المشاركة في العمل وعدم الانفرادية فيه، والتركيز على العمل معاً لبناء المؤسسة.
7. القيادة الواقعية: كن براجماتي وعملي وليس ايدولوجي ونظري، اخرج من مكتبك وقابل الآخرين.
8. القيادة المشاركة: المشاركة في اتخاذ القرار، الإصغاء والاستماع إلى الآخرين، والعمل الجماعي لتحقيق الهدف.
9. القيادة الميدانية: "اجعل مؤسستك مستشفى ميداني"، انظر وتابع مباشرة العمل، وحاول المشاركة في هموم ومشاعر الآخرين، والتقرب منهم والخروج إليهم، وتذكر دائماً أنهم بحاجة إليك.
10. القيادة الفعالة: التمييز بين الإدارة والقيادة، وامتلاك رؤية وتصور واضح "رؤية ثاقبة"، ومخطط مستقبلي "عش على الحدود".
11. قيادة الأزمات: مواجهة الأزمات بطريقة مباشرة وصريحة وصادقة وواضحة، لا تدع المحبطون والفاشلون يؤثرون عليك.
12. قيادة جماعية: تقوم على كسر الحواجز والعمل معاً لبناء المؤسسة، النظر إلى الآخر وإدراك الاحتياجات، نمو، تحفيز، تطوير، تأهيل قياديين، والتفاؤل في العمل.
يقول البابا فرنسيس "اسهر بمحبة ورحمة على قطيعك حيث وضعك الروح القدس لتدعم كنيسة الله وتدافع عنها"، "القيادة بتواضع" متجذرة في شخصية قداسة البابا ،شخصيته ببساطته وتواضعه درسٌ لنا، مفاجأته اليومية للعالم بمواقفه وسلوكه، دعوة لنا لنقوم بعملنا كقادة في الموقع الذي نتمركز به بشغف ومصداقية وفعالية.