العنصرية الإسرائيلية

لم تعجب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المظاهرات الاحتجاجية التي عمت فلسطين المحتلة العام 1948 تنديدا بتصفية قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب الفلسطيني خير الدين حمدان، فانبرى (نتنياهو) يهدد ويتوعد المتظاهرين بسحب الجنسية الإسرائيلية وبالحبس، فقط لأنهم رفعوا العلم الفلسطيني ولأنهم هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ولأنهم ردوا على القمع الإسرائيلي بإلقاء الحجارة بوجه قوات الشرطة الإسرائيلية التي خبروا تماما كيفية تعاملها مع الفلسطينيين.
نتنياهو يهدد المحتجين، ولكنه طبعا، لم يهدد بمحاسبة من قام بقتل الشاب الفلسطيني عن بعد مترين، مع أنه لم يشكل أي تهديد لدورية الشرطة الإسرائيلية التي قام أحد أفرادها بإطلاق النار على الشاب مباشرة على رأسه، مع أنه لم يكن يحمل أي شيء يهدد به الدورية، وكان في اللحظة التي أطلقت عليه رصاصات الغدر يهم بالابتعاد عن الدورية. حاولت سلطات الاحتلال تبرير قتل الشاب، بالادعاء أنه حاول مهاجمة دورية الشرطة بمدية، ولكن شريط فيديو تم بثه تضمن تفاصيل عن الحادثة ولحظة إطلاق النار على الشاب خير الدين حمدان فند هذه الادعاءات، وأظهر أن الشاب لم يهدد الشرطة بأي اداة، وأنه كان يحتج على اعتقال ابن عمه على خلفية قضية أمنية.
سلطات الاحتلال تبرر العنف والإجرام والعدوان بحق الفلسطينيين حتى لو كانوا مواطنين في الكيان الإسرائيلي، ولكنها، تحثّ وتحضّ وتشجع الإسرائيليين مدنيين وعسكريين، ومستوطنين ومتطرفين على ممارسة أشد وأقصى أنواع العنف بحق الفلسطينيين، وفي كافة الظروف حتى لو لم يكن هناك أي مبرر لممارسة هذا العنف.
اسرائيل، وسلطاتها العسكرية والسياسية لا تتحمل احتجاجات الفلسطينيين على اغتيال الشاب، ولكنها لم تحرك ساكنا عندما قام مستوطنون بحرق الشاب الشهيد محمد حسين أبو خضير (16 عاماً) وهو حيّ، في محاولة انتقام لمقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية.
يحاول الاحتلال الإسرائيلي تشويه الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة العام 1948، بشتى الطرق، والتضييق عليهم على كل الأصعدة، ولكنه سيفشل في تحقيق هدفه بتفريغ الأرض من أهلها أصحاب الحق، فهم متشبثون بأرضهم، مهما كانت التضحيات والضغوطات. يسن الاحتلال قوانين عنصرية، ويضع شروطا وقيودا، ويمارس كل أنواع العنصرية والتمييز بحق الفلسطينيين، ولا يتوانى عن استخدام القوة بحقهم لاتفه الأسباب، ومن دون أسباب في أحيان كثيرة حتى يمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وحتى لا يستقروا ولا يشعروا بالاطمئنان في وطنهم.. ومع ذلك فهم باقون.
الغد 2014-11-11