العنصرية الإسرائيلية

تم نشره الثلاثاء 11 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 02:23 صباحاً
العنصرية الإسرائيلية
محمد سويدان

لم تعجب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المظاهرات الاحتجاجية التي عمت فلسطين المحتلة العام 1948 تنديدا بتصفية قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب الفلسطيني خير الدين حمدان، فانبرى (نتنياهو) يهدد ويتوعد المتظاهرين بسحب الجنسية الإسرائيلية وبالحبس، فقط لأنهم رفعوا العلم الفلسطيني ولأنهم هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ولأنهم ردوا على القمع الإسرائيلي بإلقاء الحجارة بوجه قوات الشرطة الإسرائيلية التي خبروا تماما كيفية تعاملها مع الفلسطينيين.
نتنياهو يهدد المحتجين، ولكنه طبعا، لم يهدد بمحاسبة من قام بقتل الشاب الفلسطيني عن بعد مترين، مع أنه لم يشكل أي تهديد لدورية الشرطة الإسرائيلية التي قام أحد أفرادها بإطلاق النار على الشاب مباشرة على رأسه، مع أنه لم يكن يحمل أي شيء يهدد به الدورية، وكان في اللحظة التي أطلقت عليه رصاصات الغدر يهم بالابتعاد عن الدورية. حاولت سلطات الاحتلال تبرير قتل الشاب، بالادعاء أنه حاول مهاجمة دورية الشرطة بمدية، ولكن شريط فيديو تم بثه تضمن تفاصيل عن الحادثة ولحظة إطلاق النار على الشاب خير الدين حمدان فند هذه الادعاءات، وأظهر أن الشاب لم يهدد الشرطة بأي اداة، وأنه كان يحتج على اعتقال ابن عمه على خلفية قضية أمنية.
سلطات الاحتلال تبرر العنف والإجرام والعدوان بحق الفلسطينيين حتى لو كانوا مواطنين في الكيان الإسرائيلي، ولكنها، تحثّ وتحضّ وتشجع الإسرائيليين مدنيين وعسكريين، ومستوطنين ومتطرفين على ممارسة أشد وأقصى أنواع العنف بحق الفلسطينيين، وفي كافة الظروف حتى لو لم يكن هناك أي مبرر لممارسة هذا العنف.
اسرائيل، وسلطاتها العسكرية والسياسية لا تتحمل احتجاجات الفلسطينيين على اغتيال الشاب، ولكنها لم تحرك ساكنا عندما قام مستوطنون بحرق الشاب الشهيد محمد حسين أبو خضير (16 عاماً) وهو حيّ، في محاولة انتقام لمقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية.
يحاول الاحتلال الإسرائيلي تشويه الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة العام 1948، بشتى الطرق، والتضييق عليهم على كل الأصعدة، ولكنه سيفشل في تحقيق هدفه بتفريغ الأرض من أهلها أصحاب الحق، فهم متشبثون بأرضهم، مهما كانت التضحيات والضغوطات. يسن الاحتلال قوانين عنصرية، ويضع شروطا وقيودا، ويمارس كل أنواع العنصرية والتمييز بحق الفلسطينيين، ولا يتوانى عن استخدام القوة بحقهم لاتفه الأسباب، ومن دون أسباب في أحيان كثيرة حتى يمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وحتى لا يستقروا ولا يشعروا بالاطمئنان في وطنهم.. ومع ذلك فهم باقون.

الغد 2014-11-11



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات