المجاهدون في محتجز ليبرتي وحرب الصيف والشتاء
لم تترك لجنة الفياض الاجرامية ،اداة النظام الايراني المكلفة تشديد معاناة الاشرفيين في ليبرتي ،صفحة في ملف انتهاكات حقوق الانسان والجريمة المرتكبة ضدها ،لم تفعلها في ليبرتي،
مذ كنا اطفالا ونحن نقرأ ان مناخ العراق حار مسموم صيفا ،بارد قارس شتاءا ،ولجنة الفياض هذه المسماة لجنة اغلاق ملف اشرف وليبرتي ،تغفل هذه الحقيقة الثابتة وتعمل عكس معطياتها وما يترتب عليها من اتاحة الفرصة لعبور الازمات المناخية ومعاناتها ، ومارست حروبها المناخية ضد الاشرفيين منذ الايام الاولى لتسلمها الولاية على مخيم اشرف ومن ثم على محتجز ليبرتي بعد ان نجحت بتواطؤ مكتب الامم المتحدة معها ، في خداع الاشرفيين واجبارهم على قبول الانتقال الى محتجز ليبرتي ،حيث مارست ضدهم ضروب الحصارات والحرمانات ،وهذه ليست المرة الاولى التي نؤشر فيها جريمة استغلال تحولات المناخ ،لتعريض المحتجزين للمزيد من العذابات الجسدية والنفسية ،في العام الماضي كتب لي صديق من داخل ليبرتي ،في شهر كانون الاول انه يرتعد من شدة البرد ،وليس هناك ما يتدفأ به ،على رغم انه كان يرتدي ثقيل الملابس ،لكن الفضاء المفتوح في ليبرتي بما يشبه العراء ،يجعل البرد يلسع العظم على حد تعبيره ،ويعيق حركة المحتجزين لقضاء حوائجهم واشغالهم بين الكرفانات الواهية التي لا تقي من حر ولا من برد ،وحين يهطل المطر تتحول الازقة المتربة بين كرفانات الايواء والمطابخ او الحمامات ،الى مزالق موحلة تتعذر الحركة فوقها ، الامر الذي يضاعف معاناة الاشرفيين وبخاصة المرضى وكبار السن ،حيث تمنع مفارز الحرس الحكومي اي سعي لتبطين الكرفانات للوقاية من هجمات الريح الثلجية ،وتمنع فرش الممرات بالحجر، وتمنع استخدام الناقلات الخاصة للتنقل ،كما انها تمنع دخول الوقود – الكايروسين – لتعبئة المدافيء النفطية البدائية فضلا على انها حرمت عليهم التيار الكهربائي ،ومنعت ايصال الطاقة الكهربائية الى الخطوط الداخلية في ليبرتي ،في سلوك لا انساني وحشي خبيث ،والعراقيون يسمون امثال هذه السلوكيات بانها ( ولية مخانيث ) وهي نقيض القول العربي الاخلاقي ( العفو عند المقدرة ) وولية المخانيث توصيف دقيق للمارسة الجبانة تلك ،اذ ان ممارسيها يعرفون ان نزلاء ليبرتي لا حول لهم ولا طول وهم منزوعوالسلاح ،وانه ليس هناك من يردعهم عن ممارساتهم الاجرامية تلك ،وهو منتهى الجبن ،اذ انك حين تقاتل اعزلا ،لا يعود الامر قتالا وانما يحمل بكل دقة فضلا على توصيف الجبن توصيف الخسة والضحالة وانعدام الشرف والتربية العائلية والاجتماعية ،وفقدان منظومة القيم الانسانية والاخلاقية ،وفي هذه الايام وفي مثل تلك الظروف المناخية والحرمانات ،تتهيأ البيئة اللازمة لانتشار امراض الخريف ومضاعفاتها ،التي ربما ادت دون مبالغة الى ايصال المصاب الى حدود الموت ،وبخاصة امراض والتهابات الجهاز التنفسي بانعدام العلاج ،وفقدان اجساد النزلاء المقاومة اللازمة لاسباب عديدة، في مقدمتها الحرمانات التي تشمل لائحة بفقرات عديدة في ما يخص الغذاء والدواء ،وفروض الحصار الطبي الذي بحت اصواتنا وكلت حناجرنا ونحن نطالب الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بضرورة العمل على التخفيف منه ان لم يكن بالامكان رفعه ،ما يضع الجميع في صف واحد من التامر على حياة الاشرفيين في ليبرتي ،ابتداءا بالحكومة العراقية والامم المتحدة والاميركان رعاة الاتفاقية الرباعية التي شددت على احترام حقوق اللاجئين ،وفي مقدمتها احترام حق الحياة الامنه ،ولوصول الحر الى مراكز العلاج ،والدواء والغذاء والوقود ،فيما نرى ان ازلام لجنة قمع الاشرفيين في ليبرتي يتفننون في التنكر لكل هذه الحقوق والاتفاقات التي تم توثيقها ،برعاية المجتمع الدولي ،الذي لم يتزحزح قيد انملة ليغير زاوية نظره لما يحدث في ليبرتي ،ومن ثم يكتشف الحقيقة والعمل على وفق ما تمليه الاستحقاقات الانسانية لنزلاء هذا المحتجز غير اللائق بالانسان .