مجرد انكسارات لا تمت لواقعنا بصلة ..
في زمن فقد ملامحه تجمع القوم على حافة الهزيمة
توعدوا وهددوا
وأرعدوا وأزبدوا
قال كبيرهم وآيات الحكمة تفور من محياه
أخانا تمادى في غيه .. يمارس النقاء جهرا
يتباهى بالنخوة والفضيلة
ألا يلجمه أحد؟
والعمل؟ تساءل القوم
نجمع من كل خيمة وتد
ومن كل قبيلة ولد
نزحف تحت جنح المكر لنصحه !
نباغت أخانا في خيمته
نفرض حصارا ما له عدد
ندق في كل زاوية وتد
تجمعوا .. انطلقوا
وجدوا في الساحة ناقة غريبة
عيونها ترسل في العتمة اللهب
توجسوا خيفة
تراجعوا .. تقهقروا
قال كبيرهم
نتحالف مع أهل الجبل .. نرسل لهم عطايانا
هدايانا
ولا بأس من إشراكهم في لحمنا
المهم أن يأتي المدد
أنصتوا لكبيرهم .. تدبروا .. تفكروا ..
حمل الرسول الهدايا ..
حضروا كالسيل من كل حدب وصوب
اجتمعوا .. سدوا عين الشمس
عم الظلام .. ضاق الأفق
في ليلة ظلماء
استفاق القوم على أنين نسائهم
صرخات صغارهم
سدوا آذانهم .. تقدموا
اختلسوا النظر من بين شقوق الرعب
تراجعوا .. أحجموا
غرقوا في لجة الانكسار ..
في الصباح اجتمعوا
قال كبيرهم ما العمل ؟
أخانا يعرف آلامنا .. قال صغيرهم
هو السند .. تردد النداء خافتا
دونه لا أحد
لا أحد ..