حفتر..نكبة ليبية

لو أن مجموعة من الليبيين قامت برفع قضية على الجنرال خليفة حفتر لدي محكمة دولية، لحكم القاضي لصالحها دون كثير مداولة.
حفتر الذي لا يملك أصلا منصبا في الدولة الليبية ولا يتعدى وضعه لواء سابقاً لم يخدم في الجيش منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، أمضى جلها في الولايات المتحدة معارضاً بالاسم، وبحكم الضرورة لحكم العقيد معمر القذافي، أخذ على عاتقه مهمة تحرير ليبيا مما يسميه "الإرهاب والأصولية الإسلامية"، دون تفويض من احد، ولمجرد الرغبة بالعودة الى تحت الاضواء بأي شكل وثمن، لعل وعسى يكون له مغنم إذا انضوى فيما يسمى الحرب على الإرهاب وتناغم مع توجهات دولية.
الضحايا الذين سقطوا جراء حركة حفتر، والذين أصيبوا بإعاقات والمقدرات التي دمرت والخراب الذي عم وتشريد الالاف من المدنيين، وترويع الامنين والاطفال والنساء كلها في رقبته.
ما يمكن أن اقوله جازماً حتى القلة من الليبيين التي أيدته في البداية بدعوى انه سيفرض الامن، بحكم حنينها الى النظام السابق وافتقارها الى الامن والامان، فقدت تأييدها له بعد ان أدركت أن الرجل الذي وعد بالحسم القريب.. ما زال يراوح مكانه بعد وقت طويل من انطلاق عمليته المسماة الكرامة.. ولا كرامة في قتل الابرياء، والانتهاكات التي ارتكبتها قواته والرعب الذي بثته وتبثه.
وكان مثيرا أن برلمان طبرق الذي فوض حفتر بمواصلة عمليته، رغم كل ما ذكر من كونه فاقدا للشرعية اصلا، ولا علاقة له بالجيش، أعلن امس مدينة بنغازي مدينه “منكوبة”.. بسبب “الإرهاب”، والحق انها منكوبة بسبب إرهاب حفتر ومن والاه.
نعم بنغازي نكبت بحفتر وجماعته الذين عاثوا فيها فساداً، في كثير من الحالات، وأحالوا ليلها نهاراً والقليل من أمنها رعباً مخضبا بدماء وصرخات الاطفال ورعبهم، وافتقادهم المواد الاساسية واي متطلبات حياتية بسبب الحرب الدائرة.

المصدر : السبيل 2014-11-17