هل نجا باعجوبة؟

تم نشره الإثنين 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 01:08 صباحاً
هل نجا باعجوبة؟
يوسف غيشان

من العبارات التي تفيض في فصل الشتاء وتغيظني خلال نشرات الأخبار، عبارة (نجا من الموت باعجوبة)، وهي غالبا ما تقال عن الرؤساء او القادة والزعماء الذين يتعرضون لحالات اغتيال «شخصية». انا في الواقع لا افهم المقصود، ولا كلوفيس مقصود، وبالتأكيد لن يعرف قارئ النشرة المقصود في الأمر، ولا محرر الخبر ولا لا لا لا تردين الرسايل ويش اسوّي بالورق...الورق الذي قدمناه للعالم بعد ان (نتخناه) من الصينيين، لكننا الان لم نعد «نقراورق».
كيف نجا الرجل بأعجوبة..كيف؟؟؟؟
هل توجهت الرصاصة الى صدره، لكن الطبيعة عبثت بقوانينها وحرفت مسيرتها الى صدر المرافق؟؟ أم ان الطبيعة تجاوزت قوانينها بطريقة اخرى عن طريق ابعاد المذكور اعلاه عن مسار الرصاصة...وحولتها الى رصاصة طائشة في العرس، قد تقتل اي شخص، عدا مطلقها؟
«الطبيعة لا تخترق قوانينها» قالها العبقري ليوناردو دافنتشي قبل حوالي 500 عام، ولم ينصت له احد في ذلك الزمان، واضطرت البشرية الى الإنتظار حتى عصر تعميم الكهرباء والنور، حيث انقشعت غمامة الخرافات، وبدأت الثورة العلمية عن طريق كوبرنيكس واسحق نيوتن.
بدون مناسبة، فإن مستر كوبرنيكس لم يأت بجديد، لكنه كرر ما قالة ارستاخوس اليوناني قبل ولادته ب1800 عام حول دوران الأرض حول الشمس، لكن ارستاخوس لم يصدقه احد في مجتمع عبودي قائم على عبادة الألهة والعنف المبرر، الى ان نضجت المجتمعات لاستيعاب فكرة اننا لسنا مركز الكون في كرتنا الصغيرة الضائعة بين اقدام ليوناردو ميسي ورونالدو (ابو دعاية ال تيوتا بريوس).
أما نيوتن، فلو انه عرف اننا وبعد ثلاثة قرون ونيف من اطلاق نظرياته حول الجاذبية، ما نزال نتعاطى قصة الأعجوبة، لكان أكل التفاحة التي هشّمت انفه واستراح من وجع القلب.
ليس هناك اعاجيب يا جماعة، ولا احد متفرغ لإنقاذ القادة الكبار. والمشكلة انه- على الأغلب- لا ينجو سوى الفاسدين والقتلة، بينما (لا تتدخل ) الطبيعة لإنقاذ قادة الشعوب المخلصين، وتتركهم ضحية ووليمة لعزرائيل ومسيو أوباما ومن لف لفّه.
الأفضل ان نقول
- تمت محاولة اغتيال فلان بن علنتان لكنها فشلت بسبب عدم دقة القناصين، او فساد المتفجرات، أو نجاح القوى المدافعة عن المذكور في صد الهجوم او او او...
آن الأوان يا أصدقاء ان نصل في مستوانا الفكري الى عام 1500 ميلادي..ونقتتنع فيما قاله الرجل :
- الطبيعة لا تخترق قوانينها.

المصدر : الدستور 2014-11-17



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات