ماتجيبها إلا نسوانها
خمسون إمرأة هن المؤهلات أولا للعمل ضمن فريق إبتدائي يقال، إنه عماد تشكيل نسائي مقاتل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار الغربية حيث يتواجد عناصر التنظيم الأكثر تشددا والذين أحالوا الأنبار الى ساحة مواجهة مفتوحة مع القوات النظامية والعشائر للسيطرة على أجزاء واسعة منها. لم نعرف حتى اللحظة ماإذا كان هذا الإعلان شكليا بغية تحقيق مكاسب معنوية وإعلامية، أم هو حقيقة، ولايبدو إن مقاتلي العشائر بحاجة الى أن يقحموا نساء الأنبار في معمعة حرب مع تنظيم يجيز فعل كل شئ بما في ذلك بيع النساء المقاتلات ونساء الأعداء في حال وقوعهن في أسر عناصره الذين جربوا متعة، ذلك مع الإيزيديات، وبعض السوريات عدا عن ماتسببوا فيه من فقدان آلاف النساء لوجودهن وكرامتهن في سوريا وإضطرارهن للعمل كمتسولات وكبغايا في بلدان عدة حول سوريا بما في ذلك لبنان.
في الأنبار هناك بيئة محافظة لايسمح فيها للمراة بالحركة المعتادة في المجتمعات المنفتحة خاصة مع بعض الأعراف العشائرية المتزمتة، وكانت تجربة المرأة المقاتلة غير المنتظمة في تشكيل عسكري حاضرة خلال السنوات الماضية، فالحاجة أم مؤيد مثال جيد فهي حملت السلاح وقادت مجموعة من الرجال لصد التنظيم الإسلامي في مناطق من الرمادي وماتزال هناك، بينما ضربت السيدة أمية الجبوري مثلا أكثر روعة بقتالها الشرس في صلاح الدين، وواجهت داعش مع مقاتلين من عشيرتها رغم مسؤولياتها السياسية وعملها الوظيفي حتى تم قتلها أثناء واحدة من المعارك الشرسة، وكانت عديد النسوة في مناطق جنوب العراق ووسطه تطوعن وحملن السلاح أيضا مع تقدم داعش الحثيث مطلع الصيف الماضي، ثم سرعان ماخبى ذلك بمرور الوقت، ولايسمح للمرأة بتجاوز خطوط حمر موضوعة عبر تعاليم دينية متشددة وأعراف عشائرية تعودها المجتمع المحلي، وهذا هو ماسيؤول إليه مصير التشكيل الجديد في الأنبار على مايبدو، حيث سينتهي بمرور الوقت، ولاحظ له في البقاء سوى لجهة إستخدامه كوسيلة مثلى للدعاية الإعلامية ورفع المعنويات.
لكن الأمر برمته مختلف في كردستان الأكثر تحررا حيث إنتظمت النساء منذ عقود في فصائل مقاومة الحكومات العراقية المتعاقبة، وقاتلن الى جانب البيشمركة في شمال العراق، وفي أجزاء من تركيا وإيران وسوريا، وكان حضورهن حقيقيا في كوباني التي شهدت أعنف المعارك مع تنظيم داعش، وبدت المرأة الكردية أكثر مهنية وحرفية من نظيرتها في بقية العراق.
على أية حال فالمرأة العراقية يسمح لها بالإنتظام في مؤسسات الدولة الأمنية بتخصصات مختلفة وهناك المئات يعملن في وزارة الداخلية العراقية، لكن ليس واضحا ماإذا كانت المرأة ستنجح في تشكيل مليشيا نسائية ولنقول عنها، ماتجيبها إلا نسوانها؟ ولنترك الأمر للأيام القادمة.