في مجال الديمقراطية (1)

يس بمناسبة الإنتخابات التونسية ، بالعكس ، انا اعتبرها نصف خطوة الى الأمام في مجال الديمقراطية ، لكنا في الواقع والحقيقة ، وفي جميع انحاء العالم العربي ، متشابهون كثيرا في هذا المجال ..مجال الديمقراطية بالذات، ولعل هذا التشابه هو اهم مبررات وحدتنا (ضد الديمقراطية)،ويجمعنا هذا التشابه اكثر مما تجمعنا اللغة والدين والتاريخ المشترك والجغرافيا ..والكذب ملح الرجال.
تقول النكتة بأن مجموعة من الطلاب الكسلانين في المدرسة خرجوا بعد الإمتحان وهم يتناقشون ،فقال احدهم بأنه ترك ورقة الإمتحان فارغة تماما لأنه لم يعرف اي شيء. فقال طالب آخر:
-هاي مشكلة كبيرة..وطرما!!
فسأله آخر عن سبب كونها مشكلة كبيرة وطرما كمان،فقال الطالب وهو يتنهد ، طبعا احنا كلنا سلمنا أوراقنا بيضا!!
- طيب وين المشكلة؟
-المشكلة انه الأستاذ راح ايروح فكره لبعيد.
- لوين يعني؟
-هلا الأستاذ بفكر إننا غشّينا من بعض!!
عربيا، قد تشابه قصة هؤلاء الطلبة العربية جميعها، التي تحصل دوما على صفر في مجال الديمقراطية مهما حاولت ومهما ابتدعت من مجالس شعب وبرلمانات، وما شابهها من حروف العلة، وحتى لو ملأت الورقة خرابيشا، لأن احدا منها لا يعرف جواب الديمقراطية ولا معناها ولا مدلولاتها، ولا يريد أن يعرف.
قد تختلف الدول العربية في كتابة اسم الطالب ، ودرجة ترتيب الورقة ، وفترة تسليمها، لكنها تحصل على صفر في النهاية ، لدرجة ان الأساتذة يؤكدون بإن الدول العربية فعلا تغش من بعضها، ولا لما حصلنا منهم جميعا على ذات الإجابات.
الدستور 2014-11-24