خريطة «ائتلاف اسطنبول»!

يعود «الائتلاف السوري» الى الاضواء ظناً منه، أن بإمكانها اللعب في ما تبقى من وقت، قبل ان تبدأ عجلة العملية السياسية بالدوران، بعد أن ظهرت اشارات عديدة، بأن احتمالات التوصل الى صيغة توافقية باتت واردة اكثر من اي وقت مضى، والاشارة الاقوى جاءت من «موسكو» التي التقى رئيسها فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الاسود يوم أمس، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في ظل حديث متواتر عن بلورة الكرملين مبادرة جديدة لبدء مفاوضات بين دمشق وبعض اطراف المعارضة السورية التي لم تتورط في اعمال الارهاب، رغم عدم الاطمئنان الى ما سرّبه «الشيخ» احمد الخطيب او نُسِبَ اليه، بأن موسكو لم تعد «مَعنّية» ببقاء الأسد.
رغم تلك التسريبات غير المؤكدة، بل ربما المرفوضة روسياً وخصوصاً ايرانياً، فإن إئتلاف اسطنبول بعد ان لم يعودوا يُستشارون او تُسمع اراؤهم في اي مسألة بعد أن ادار «المسلحون» في سوريا ظهورهم لهم وسحبوا تفويضهم، بل ثمة في داخل الإئتلاف نفسه من نعى الإئتلاف وقال في وضوح «ان الإئتلاف انتهى ولم يعد له دور» على ما أعلن سمير نشار (كتلة الوفاق) وفايز سارة (الكتلة الديمقراطية) قبل يومين.
وبصرف النظر عمّا يدور داخل الإئتلاف من صراعات وتجاذبات وجدل وخلافات، فإن ما يثير الدهشة هو خروج الإئتلاف على «العالم» بعدد من الشروط كي «يوافق» (...) على مقترحات مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا.
لم يطلب احد من هذا الائتلاف، الموافقة او الرفض، لأن اصحاب القرار هم «المسلحون» الذين يتواجدون في الميدان اقله في شرقي حلب، حيث يوشك الجيش السوري الإطباق على معاقلهم، فضلاً عما أكدته تقارير محايدة، بأن احتمالات عودة الاحياء الشرقية الى كنف الدولة بات اقرب مما يتصور أحد.
ائتلاف اسطنبول، وانسجاماً مع حال الفتور المتزايد الذي بدأ يميز تعاطي انقرة معه، لأن رهان اردوغان وداود اوغلو هو على «داعش»، بل هناك شخصية اخرى خُدِع كثيرون باعتدالها واتزانها والمقصود هنا هو الرئيس السابق عبدالله غل، الذي وصف داعش بأنه تنظيم «سياسي» لا خطر منه، هذا الائتلاف، طرح «خارطة طريق» لا تنتمي الى اي مدرسة في السياسة او فن التفاوض او حتى الواقعية، اذ قال (بيان الإئتلاف) ان هذه الخريطة «يجب» ان تنفذ وفق الاجراءات والآليات التالية: اقامة مناطق آمنة شمال خط العرض 35 (حلب) وجنوب خط العرض 33 (درعا) وفي اقليم القلمون (على الحدود السورية اللبنانية المحادية للبقاعين الاوسط والشمالي) على ان (مشترطاً) يُحظر فيها وجود قوات النظام وميليشياته، وأي امتداد له، كذلك فرض حظر للقصف الجوي بكافة اشكاله وحظر الميليشيات التي استجلبها النظام الأسدي»..
يستطيع الائتلاف مواصلة «الانتظار»، الا ان الجواب الاخير سيأتي من موسكو وربما يكون مفاجئاً.
.. الانتظار لن يطول!.