رجال الدولة وطوابق السمسرة

تم نشره الأربعاء 03rd كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:22 صباحاً
رجال الدولة وطوابق السمسرة
أسامة الرنتيسي

قد تخضع مقولة أن لا مبادئ في السياسة، وإنما هناك مصالح دائمة، الى وجهات نظر متعارضة، على الرغم من أن أبرز السياسيين في العالم صاحب الروح العظيمة، المهاتما غاندي، ذكر ان هناك سبعة أشياء تدمر الانسان منها "السياسة بلا مبادئ"، لكن لا يجوز الاختلاف على ضرورة وجود اخلاق في السياسة، واخلاق في الاختلاف ايضا.
في الاردن، طرق السياسة كثيرة ومتعرجة، لكن أسوأ ما فيها، استسهال الاغتيال السياسي لشخص ما، وانقلاب رجالات الدولة على انفسهم عندما يغادرون مواقعهم.
ظواهر كثيرة يمكن التوقف عندها دراسة وتحليلا، ففي الحالة السياسية الاردنية، تبدأ من كيفية صناعة رجالات الدولة، وتنتهي الى ان يصبح من اعتلى قمة المؤسسات الرسمية في لحظة ما معارضا، ومشاكسا.
قد يتم تفهم أن يتحول موظف حكومي كبير، وخاصة من جماعة التكنوقراط يخرج من منصبه، الى معارض يكشف عن عيوب ومشروعات وخطط واستراتيجيات الوزارة التي كان فيها، بحجة انه لم يكن يستطيع الحديث عندما كان في المنصب، وقد يتم تفهم الجانب الشخصي عندما يوجه سهام النقد والتجريح الى الوزير الذي حرمه المنصب، وان لديه ما يفعله بحكم خبرته، وقد نقبل من امين عام لسنوات طوال في وزارة ما، ان يقول ان معظم الوزراء الذين تسلموا دفة الوزارة تخرجوا من تحت يديه، وتعلموا منه.
لكن لا نقبل بأي حال من الاحوال أن يتحول رجالات دولة بعد الخروج من المنصب الرسمي الى سماسرة يتاجرون بالمؤسسات الدولية، ويتسابقون على مؤسسات التمويل الاجنبي لبناء مؤسسات تحت لافتة المجتمع المدني، ويحاربون المؤسسات الحكومية في عملها، من خلال اعمال في الظل تنافس المؤسسات الحكومية، فهذه ليست سياسة ولا اختلافا على المبادئ، ولا غياب الاختلاف في السياسة، وانما هي سمسرة عينك عينك.
نعرف عددا من رجالات الدولة وبعد الخروج من المنصب الرسمي فتحوا دكاكين سياسية ومنتديات ومراكز دراسات وابحاث صغيرة يترزقون منها، لكي يعلنوا دائما انهم موجودون، وانهم لم يخرجوا من الحياة السياسية، وجاهزون عند الطلب.
لكن؛ لا يمكن استيعاب أن يجتمع موظفون متقاعدون وسابقون برتبة وزير او امناء عامو وزارات، في لاهاي الاسبوع الماضي بدعوة من منظمات التمويل الاجنبي لمناقشة قضايا وملفات اردنية بينها المياه والغاز والطاقة والبيئة من دون التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية بهذه الملفات.

العرب اليوم 2014-12-03



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات