القيصر بوتين حين يتصدر
يجري الموقع الإلكتروني لمحطة» rt « الفضائية الروسية استطلاعا، حول من هي الشخصية الأجدر بأن تكون شخصية العام لهذه السنة التي توشك على الرحيل .
ووضع الموقع قائمة بالأسماء المرشحة وهم : بوتين ،باراك أوباما ، أنغيلا ميركل،رجب طيب أردوغان ،حسن روحاني ،النتن ياهو ،بيترو يوشنيكو ،تي جي بينغ.
أنا شخصيا أعترض على وضع اسم «النتن» الذي توشك أن تسقط حكومته ويذهب الائتلاف القائم هباء الريح والدخول في انتخابات جديدة ، طبعا أعرف أنني لا يحق لي التدخل في الاستطلاع ولكنني شعرت بالسعادة أن أرقامه هي في ذيل قائمة المتنافسين .
وشعرت بالسعادة أكثر أن القيصر بوتين ، سيد العصر يتصدر قائمة المتنافسين حتى الآن بنسبة تفوق ما نسبته 73% من آراء المستطلعين وربما تزداد النسبة أكثر مع انتهاء الفترة المحددة للاستطلاع ، وهذه النتيجة هي حالة حتمية لما مثله الرئيس بوتين على الصعيد الدولي ، من ألق وعزة وكبرياء وصناعة مجد روسيا التي جعلت العالم يذعن للمفهوم الجديد الذي تقوده روسيا في العالم نحو إلغاء التفرد الأمريكي والهيمنة الدولية دون أي رادع دولي أو قانوني أو أخلاقي .
روسيا بلد عظيم، فهي دولة إعادة أماكن الكواكب، ما يؤدي إلى سياسة مستقلة، وخالية من الضغوط وخالية من عولمة العالم ونظرية القطب الواحد . هذا ما ينفذه بوتين وميدفيديف الآن، وهذا هو برنامج الجيوسياسة في بناء الإمبراطورية.
ولذا جاءت زيارته الاخيرة نحو أنقرة ،رغم التباين في المواقف السياسية من أزمات المنطقة ،لكنها كانت تلبية لمصالح البلدين ولن يغيب المشهد السوري عن محادثات الزعيمين. وتُظهر الأرقام المسجلة أن الأزمة الأوكرانية وما نتج عنها من عقوبات فرضت على روسيا، كان له تأثير سلبي على مجموعة من الشركات الأوروبية.
فعلى سبيل المثال الشركة العامة الفرنسية والتي تمتلك أحد أكبر البنوك الخاصة في روسيا، سجلت نتائجها انخفاضا في أرقام العام ،في وقت لا تنظر فيه باريس بعين الرضا إلى محاولة أمريكا حثها على وقف صفقة حاملة طائرات هيليكوبتر ميسترال مع روسيا.
العالم الآن يتشكل وفق الرؤية الروسية وحليفها الصيني وتأسيسا على الإسناد السوري والإيراني وما اللعب الامريكي سوى محاولات مستميتة لخلط الأوراق لإضعاف قدرة روسيا على الصمود ،لكنه لعب في الوقت الضائع، وسيبقى سيد اللعبة كما هو سيد العالم القيصر بوتين ..!
الدستور 2014-12-03