مجلس النواب إلى أين
يراود الكثير من أبناء وطني العزيز سؤال مجرد التفكير فيه يبعث فينا ألما بحجم وطني الكبير (مجلس النواب إلى أين) سؤال ليس عادي كما يظن الكثير بل سؤال له معاني وأسرار وكواليس تحاك من خلف الستاره سؤال ليس بعادي على وطن مثل وطني.
قبل عدة أيام حدثت مشاجرات وشتائم تحت قبة برلمان وطني ومن ضمن الكلام أن النائب يحيى السعود دعا النائبة هند الفايز للجلوس والتوقف عن الكلام ليبدأ هو بالكلام بقوله "اقعدي يا هند" , لكن النائبة هند الفايز رفضت الجلوس فاستشاط يحيى السعود غضبا وأصبح يردد عبارات لا تليق بنواب بلد ديمقراطي كوطني الأردن, والأمر لم يقف عند هذه الحد بل حتى أن احد النواب سب القوميين وشتمهم, ولم يتوقف الأمر هنا فعبارة يحيى السعود للنائبة هند الفايز "اقعدي يا هند" أـشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في وطني وقد أصبحت جملة السعود هاشتاغ يتغنى به الكثير بالسخرية والاستهزاء بالنائبة هند الفايز التي هي من أنشط النواب وانفعهم للوطن.
والآن السؤال الذي يتردد من كل أردني هو (مجلس النواب إلى أين) لأن وبصراحة الأمور أصبحت خارجة عن الإطار المسموح به والكثير من السب والشتم تحت القبة وقد وصل الأمر ببعض النواب إلى إشهار الأسلحة النارية في المجلس.
لا أعلم هل نوابنا لا يعرفون المصطلح الحقيقي للديمقراطية أم أننا نحن كشعب أردني أخطأنا بأبصال هكذا نواب تحت قبة مجلس النواب, فنحن أوصلناهم من أجل أن يتفرغوا للعمل النيابي الوطني الهادف لا من أجل السب والشتم وإشهار الأسلحة تحت القبة ولا من أجل أن ينسونا وينشغلوا بمصالحهم الشخصية.
أقدي يا هند... لن أعلق باستهزاء على هذا الأمر فالأمر هو أكبر بكثير من هذه العبارة والاستهزاء والسخرية التي يتغنى بها البعض, فالأمر هو أهم من ذلك لأن هذا إن دل على شيء دل على أن بعض النواب هم لا يعرف معنى كلمة حرية, وأنتم تعرفون من أقصد.
لكن على كل حال أن قعدت هند أو لم تقعد فمجلس النواب مجلس فاشل بكل المقاييس والتاريخ هو خير شاهد على ذلك, فالأردنيين هم أوصلوا هؤلاء النواب الى تحت قبة البرلمان من أجل الوطن ومن أجل تقديم المصلحة العليا على المصلحة الشخصية لكن النواب فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق ما يطمح إليه الأردنيين من القبض على الفاسدين ورفع مستوى لتعليم والكثير الكثير ممن ينظر إليه الأردنيين في الدول المتقدمة ويطمحون إليه بوطنهم العزيز لكن النواب لم يقفوا ولو 1% من هذا الكلام ومن هذه الآمال التي كانت متعلقة بهم كنواب ونائبات وطن منتخبين بقوانين انتخاب عصرية وديمقراطية.
بالنسبة لي وأن اختلفت مع النائبة هند الفايز في عدت أمور لكن أنا معها قلبا وقالبا لمواقفها البطولية والرائعة والشجاعة في الاهتمام بالمواطنين الأردنيين واهتمامها لشؤون وطنها التي تعمل من أجله.
الآن وبعد كل ما جرى أصبح تغيير مجلس النواب مطلب وطني لا يختلف فيه العقلاء لأن الوطن هو أكبر من قبة مجلس وأجل وأسمى من كلام بذيء من نواب يقال في الزمن الأغبر يمثلوننا, كيف يمثلوننا؟ لا أعلم لكن هكذا سمعت.
رحم الله مجلس النواب الذي أتى عام 1989 لأنه وكما يقال من قبل السياسيين والوطنيين أنه كان من أقوى المجالس النيابية التي مرت في تاريخ المملكة.