السفير البريطاني يكتب عن دبلوماسية " المنسف "

تم نشره الأربعاء 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:56 مساءً
السفير البريطاني يكتب عن دبلوماسية " المنسف "
السفير البريطاني يأكل المنسف - ارشيفية

المدينة نيوز :- كتب السفير البريطاني في الأردن بيتر ميليت مقالاً عن الدبلوماسية .

وتالياً نص المقال :

الدبلوماسية هي مهنة قديمة وقبل أكثر من ألفي سنة كانت الدولة اليونانية ترسل مبعوثين للتفاوض على أمور مثل الحرب والسلام والتجارة.

لكن بالتأكيد مع التكنولوجيا الجديدة لا تحتاج الحكومات الى وسطاء؟ فهم يمكنهم استخدام الإنترنت وعقد مؤتمرات عبر الفيديو وسكايب والتحدث مع بعضهم البعض. كما أن العواصم الآن، وبوجود مواقع الأخبار المتعددة والتقارير الفورية و أفلام الفيديو التي يحملها الناس على اليوتيوب، لا تحتاج الى الدبلوماسيين لإخبارهم بما يحدث.

وعلى أية حال، كل ما نقوم به نحن الدبلوماسيين هو الذهاب إلى حفلات الكوكتيل وتناول شوكولاتا فيريرو روشيه وبالتأكيد الدبلوماسيين ليس لهم أي صلة أو علاقة؟

حتما إن الواقع مختلف إلى حد ما، فالعالم يزداد ترابطا وتشابكا ولا تستطيع أي بلد حل مشاكلها بنفسها. التحديات الكبيرة مثل الأمن والإرهاب والهجرة والبيئة كلها تتطلب حلولا دولية.

على الحكومات أن تتفاوض وتنفذ هذه الحلول وتحتاج هذه الحكومات الى ممثلين في الخارج لتعزيز وحماية مصالحهم لتأمين أمننا واستقرارنا وازدهارنا الجماعي.

كيف؟ خير مثال على ذلك هو التحدي الذي تمثله داعش، فهناك نحو500 مواطن بريطاني يقاتلون في سوريا والعراق كما انضم أشخاص من دول أوروبية وعربية أخرى الى هذه الجماعة المتطرفة التي تقتل بوحشية أي شخص يختلف معها. جميعنا لدينا مصلحة مشتركة في التعامل مع هذا التحدي للحفاظ على أمننا الجماعي.

تتطلب المشكلة المرتبطة باللاجئين أيضا تعاونا دوليا. فقد أظهر الأردن الكرم الهائل في استضافة هذا العدد الكبير من السوريين وعلى الجهات الدولية المانحة تقديم المساعدة، ليس فقط في المخيمات ولكن أيضا في دعم المدن والقرى الأردنية التي يقطن فيها هؤلاء اللاجئين. لهذا فقد ساهمت المملكة المتحدة بمبلغ 340 مليون دولار للأردن منذ بداية الأزمة السورية.

العمل معا على قضايا الإرهاب والمساعدة الإنسانية ومشاريع التنمية يتطلب أشخاص موجودين على الأرض لديهم القدرة على الفهم والاتصالات للمساعدة في دفع عجلة الدعم الدولي المتبادل الى الأمام.

ولكن مثل أي مهنة أخرى فإن الدبلوماسية تحتاج الى التغيير، ليس فقط التكيف مع التكنولوجيا الجديدة ولكن استغلالها وهنا بعض الأمثلة على ذلك: أولا: الدخول الى العمق. للعمل بفعالية نحن بحاجة الى الدخول في أعماق البلد وتعلم اللغة والثقافة والسياسة والتاريخ وكذلك الوصول إلى صناع القرار والرأي. هذا لا يعني فقط الحكومة والنواب ورجال الأعمال ولكن أيضا المجتمع المدني والقادة الشباب والجماعات النسائية.

السفير البريطاني بيتر ميليت يتناول المنسف أثناء زيارته لإحدى مناطق الأردن

السفير البريطاني بيتر ميليت يتناول المنسف أثناء زيارته لإحدى مناطق الأردن

في الأردن يمكن لهذا أن يعني دبلوماسية المنسف: الذهاب لمناطق والاجتماع مع زعماء العشائر وأعضاء البلديات وقادة المجتمعات المحلية و السماع لمشاكلهم. قد يرى البعض أن هذا تدخلا ولكن إذا جلست في مكتبي في منطقة عبدون وتظاهرت بأني أفهم الأردن سيتم اتهامي بأني شخص بعيد عن المهنية.

ثانيا: الارسال وليس فقط الاستقبال. فالتكنولوجيا الحديثة تزودنا بمجموعة غير مسبوقة من الأدوات للتحدث مباشرة مع الناس وشرح عملنا وتصحيح التصورات الخاطئة وهذه المدونة هي مثال على ذلك. كما أن تويتر والفيسبوك هما أيضا مكونات أساسية من صندوق الأدوات الدبلوماسية الحديث.

لقد قمنا بتنظيم جلسة حوارية هذا الأسبوع تحت مسمى تويت آب (Tweet-up) حيث استدعينا عشر ضيوف أردنيين من أهم المغردين على تويتر حول مائدتي وتناولنا بعض الفلافل والحمص وناقشنا بعض الأسئلة المهمة التي أرسلت عبر تويتر خلال الأسبوعين الماضيين. قمنا بتغطية القضايا المحلية والإقليمية بما في ذلك أسئلة أرسلت مسبقا كما كان هناك بث مباشر للجلسة من قبل قناة عرمرم التي تبث عبر الإنترنت.

ثالثا: التركيز على المهارات وليس على المعرفة. فالدبلوماسيين الشباب لا يتم توظيفهم لأنهم على دراية عميقة وشاملة بالتاريخ البريطاني أو العلوم السياسية. نحن نبحث عن قوة عمل متنوعة والتي لديها المهارات الأساسية التي نحتاجها من أجل العمل في الخارج: القيادة والاتصالات والقدرة الشخصية والقدرة على التحليل وتقديم الخدمات.

تحدثت عن هذه النقاط أثناء إطلاق نموذج مؤتمر الأمم المتحدة (imun) في الأكاديمية الدولية – عمان الأسبوع الماضي. فقد كانت وفود الشباب حريصة على معرفة كيفية عمل الدبلوماسية الحقيقية وطرح العديد من الأسئلة حول الأوضاع الحالية. أنا سعيد بقول أن هذه الوفود اتفقت على أن العالم فعلا يحتاج الى الدبلوماسيين.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات