الاميرة بسمة : النساء يتعرضن على مدار الساعة للاضطهاد
المدينة نيوز:- اكدت سمو الاميرة بسمة بنت طلال رئيسة اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة، أن العنف ضد المرأة لا يعترف بحدود جغرافية او سياسية او طبقية او دينية، حيث لا تزال النساء يتعرضن على مدار الساعة لمختلف اشكال الاضطهاد سواء في بيتها او في الفضاء العام.
وقالت سموها خلال رعايتها اليوم الاربعاء اختتام حملة ألـ 16 يوم التي نظمتها اللجنة في الاردن في اطار الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة والتي حملت هذا العام شعار" من السلام في البيت الى السلام في العالم"، إن مئات النساء في مختلف دول العالم يتعرضن للاختطاف ولا يزال مصيرهن معلقا ويتعرضن للاغتصاب الجماعي الذي تقشعر له الابدان.
واوضحت سموها، بحضور ممثل برنامج الامم المتحدة لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين جيسيبي بليستو واعضاء وعضوات في مجلسي الاعيان النواب، اهمية حماية المرأة في منطقتنا التي ترزخ تحت مستويات مذهلة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار، في ظل معاناتها نتيجة النزاعات المسلحة وجميع اشكال التمييز المبني على العرق والدين والجنس.
وقالت إن الفقر وسوء الاحوال الصحية التي تصيب النساء ضمن هذه الظروف القاسية، جعلهن ضحايا حرب واعتداء جنسي واغتصاب واتجار بالبشر وصل إلى حد إعادة إحياء أسواق النخاسة، مؤكدة انه لا يمكننا ان نقف مكتوفي الايدي والسماح لجميع اشكال العنف بالاستمرار وسط هذه المهانة التي تعاني منها النساء.
وأشارت سموها الى ترتيب الاردن في مؤشر الجندرة لعام 2014، وقالت انه لا يمكننا القبول به ويعكس قصورا كبيرا في اخراج المرأة من دائرة العنف في ظل ما واجهناه العام الماضي من قضايا العنف ضد النساء كالقتل والخطف والعنف الجسدي والتحرش والزواج المبكر والاغتصاب وتزويج الفتاة من مغتصبها والتي حسبنا اننا تجاوزناها.
وجاء الاردن بحسب المؤشر في المركز الثالث عشر من بين ست عشرة دولة في المنطقة والمركز الثامن والثلاثين من بين اربعين دولة ذات الدخل المتوسط الاعلى.
وحذرت سموها من التهاون في موضوع العنف ضد المرأة وجعل الانتهاكات بحقها أمرا ثانويا يجري التغاضي عنه نتيجة للظروف الاقليمية التي وصلت تأثيراتها الينا، داعية للعمل في القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني للمحافظة على الاستقرار والتماسك المجتمعي لمواصلة حياتنا وعيشنا بأمان.
كما دعت سموها الشباب الاردني ليكونوا مبادرين وقيادين وغير مستفيدين من العنف او محرضين عليه ومتلقين له وان يكونوا مثالا للسلوك المسؤول وصوت التغيير والبناة الحقيقيين لمستقبل الاردن كما ارادهم جلالة الملك عبدالله الثاني، والعمل على محاربة العنف بجميع الوسائل المتحضرة للحفاظ على السلام وكرامة الانسان والتحرر من العنف والتمييز.
بدورها عرضت الامينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، لفعاليات الحملة التي نظمتها بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين والسفارة الهولندية بعمان ومؤسسات رسمية ومنظمات مجتمع مدني مهتمة بشؤون المرأة و وبرنامج تكامل – النوع الاجتماعي وشبكة مناهضة العنف ضد المرأة (شمعة)، واستهدفت جميعها طلبة الجامعات والنساء في مختلف محافظات المملكة.
وقالت انه ورغم الانجازات الكبيرة التي حققناها في الاردن خلال 50 عاما الماضية في مجال الدفاع عن المرأة، الا ان التحديات ما زالت كبيرة في ظل اتساع الفجوة بين الجنسين رغم الخطاب الرسمي الذي يرفض بشدة التمييز ضد المرأة.
واعتبرت ان هناك بعض الجوانب التي تساعد على العنف والمواقف النمطية ضد المرأة كالمادة (308 ) من قانون العقوبات الاردني التي، فيما دعت الى مجابهة الفكر المتطرف الذي يهدد السلام العالمي وانسانيتنا.
واكدت النمس ان اللجنة التي تعمل بالشراكة مع عدد كبير من المؤسسات المحلية، تسعى الى احداث تغيير ايجابي تجاه قضايا العنف ضد المرأة للوصول الى مجتمع تسوده العدالة وينعم بالسلام والاستقرار.
وعرض عدد من الشباب لمخرجات المناظرات الشبابية واتجاهاتهم حول المادة (308 )من قانون العقوبات والتي دعت المشرع الاردني لإلغاء المادة او تعديلها باعتبارها انتقاصا للمرأة وامتهانا لكرامتها ولا تخضع لمنطق العقل وتمكن الجلاد من ضحيته وباطلة دينيا وقانونيا.
ودلل الشباب على رفضهم للمادة من خلال عدد من الجوانب السلبية لتطبيقها من جهة انتهاكها لقدسية الزواج وشروطه وحقوق المرأة واثبات نسب الطفل في حال الانجاب بعد الاغتصاب.
وشاهدت سموها والحضور تقريرا مصورا لأبرز نشاطات هيئة الامم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة وفلما لقصة زواج فتاة من مغتصبها ومشهدا كوميديا جسد مظاهر العنف ضد المرأة، فيما كرمت الفائزين في مسابقة تصميم شعار الحملة.
وخلال لقائها ممثلي وسائل الاعلام المحلية، أشادت سموها بالجهود التي يقوم بها الاعلام الاردني لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة بحق المرأة والدفاع عن حقوقها وقضاياها، مؤكدة سموها دور الاعلام في ايجاد موقف عام تجاه العنف ضد المرأة ومناهضته وبما يجعل من الاردن متميزا وقدوة في كل شيء.