اراب ايدول
قيض لي ان اشاهد جزء من برنامج معبود الجماهير ( اراب ايدول ) , لان الترجمه الصحيحه لكلمة ايدول بالانجليزيه تعني معبود وليس محبوب .
ليس الا , لا اريد ان اتكأ على العنوان اكثر من المضمون والمحتوى , لهذا البرنامج الذي يعتبر من اكثر البرامج مشاهده على مستوى الوطن العربي , والذي للحقيقه ابهرني بصرياً وسمعياً , للامكانات الانتاجيه المهيأه له من اضاءه وديكورات تتغير مع كل اغنيه , ترافقها مؤثرات سمعيه وبصريه , على درجه متقدمه , وحرفيه عاليه في الاخراج , تضاهي البرامج الاستعراضيه العالميه .
اما لجنة التحكيم , فحدث ولا حرج , لجنه تم اختيارها بانتقائيه عاليه ومهنيه تتناسب مع الحدث الكبير .
عالمنا العربي الذي يعج بالصراعات والتفكك والتشرذم , لم تستطع كل القوى السياسيه والاقتصاديه والعسكريه العالميه , لم شمله وتوحيد صفة , ولكن الفن استطاع بسحره واستقطابه لعقول الشباب والشياب ان يوحد هذه الامه , ويجعلهم يجمعون ويلتقون بكل اطيافهم رغم كل شيْ , على برنامج اراب ايدول . ونجوم هذا البرنامج , الذين باتو هم امل ومستقبل هذه الامه وشغلها الشاغل .
واكتشفت بعد مشاهدتي هذا البرنامج , ان هذه الامه تفتقروتعاني من شح المغنيين والعازفين والراقصات والراقصين والفنانين بكافة تخصصاتهم , واكبر دليل مدى الاقبال الشديد عليه , والذي وصلت ارقام من يصوتون لنجومه بالملايين .
وبناء عليه فنحن حقيقة نعاني من نقص في هذه التخصصات الابداعيه , التي تسمو بارواحنا وعواطفنا واحاسيسنا لمراتب عليا تنسينا كل الضغوط النفسيه والانفعاليه التي تعاني منها امتنا . والتي كانت احد اسباب الصراعات التي يعيشها عالمنا العربي , وادركت ان معاناتي وتفكيري المضني في البحث عن سبب ما نحن فيه من تفكك وصراع , ذهب ادراج الرياح , لانه لم يدر في خلدي , ان الفن ونقص الاصوات الجميله والمواهب المبدعه هو سبب ما نحن فيه من عنف .
ونسيت المقوله المشهوره , انك اذا اردت ان تتعرف على اخلاق الشعوب , فاستمع الى موسيقاها .
اه ايتها الامه كم انت مخترقه , مظلله , كم بت تبعيه للغرب , حتى اصبحت بلا هويه .
لقد اصبح معيار رقينا وسمو تطورنا , الفن , اما الاخلاق والقيم والحضاره والدين والعادات الطيبه والاعراف والتقاليد
لا تعتبر معياراً في هذا الزمن .
فالفن هو المعيار الوحيد . الذي به نرقى وبه نسعد ونتوحد ونسود , ونجد ونجهد لكي ننافس الغرب الذين سبقونا في هذا المضمار , لذا علينا ان نلحق بركبهم , فقد صدق رسولنا الكريم ( لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم ) .
اه كم هي فرحة الصهاينه بحالنا , لقد نفذنا بروتوكلاتهم واحداً تلو الاخر واهمها البروتوكول التاسع ( تدمير الاخلاق ) والبروتكول الثالث والرابع عشر ( تغييب الوعي لدى الشعوب , وابعادهم عن الدين ) واهم الادوات للوصول لتحقيق المطلوب هي اشغال شبابنا بالفن والموسيقى والغواني ونجوم الرياضه . لقد وضعونا على الطريق المطلوب . برامج كلها تحقق الهدف المنشود ,( ذا فويس , اراب ايدول , كوت تالنت , اكس فاكتور , ستار اكاديمي ) وغيرها من البرامج التي استقطبت قلوب وجيوب الشباب لصالح المحطات التي تجمع الملايين من خلال الاتصالات للتصويت لبناة وقادة المستقبل ( نجوم الفن ) .والذين اصبحوا اين ما حلو , محل للترحيب والتقدير , ويستقبلوا استقبال الزعماء , فهم امل الامه .
اين انت من كل هذا يا متنبي , فقد استبدل قولك ( الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح القرطاس والقلم ).
واصبح ( النوادي والكوفي شوب والملاهي تعرفني , والحب , والموسيقى , والواتز اب , يشهد لي ) .
والسؤال لماذا لا نقلد الغرب بالانجازات والابداعات التي تميزوا بها في مناحي الحياة الاخرى من صناعة وتعليم وتخطيط , واقتصرنا على تقليدهم بالغناء والرقص والمجون .