التسخين مستمر هل يقع الانفجار?
ليست المرة الاولى التي يهدد فيها وزير اسرائيلي بشن حرب على سورية, كما انها ليست المرة الاولى التي يصدر فيها نتنياهو تصريحات (على غير العادة) تطمئن دمشق بان الحرب لن تقع وانه يسعى الى السلام معها.
وزير الخارجية الصهيوني ليبرمان كان اكثر وضوحاً في تصريحه الاخير الذي حمل تهديداً بغزو دمشق واسقاط النظام السوري. وقبل ذلك كان الوزير يوسي بيليد, وهو جنرال سابق قد اكد بان الحرب مع حزب الله ولبنان حتمية, لكن المسألة في التوقيت, واضاف بان اسرائيل ستضرب سورية ان هي تدخلت.
والتسخين لا يقتصر على الحملات الاعلامية والتصريحات السياسية, فالتحركات العسكرية متواصلة, لكن في اطار اقليمي اوسع يمتد من شواطئ الخليج الى مرتفعات الجولان وصحراء النقب, فالمناورات الاسرائيلية وتجارب الصواريخ المضادة للصواريخ مستمرة, في تواز مع تصعيد اعلامي ملحوظ, من وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية والمتناغمة معها في المنطقة. حول احتمال توجيه ضربة امريكية او اسرائيلية او مشتركة الى ايران بحجة برنامجها النووي تارة, و(تدفق) الصواريخ الكورية اليها تارة اخرى. وهي حجج رافقتها انباء عن نصب بطاريات (باتريوت) في دول خليجية.
هذا التسخين الاسرائيلي, الامريكي هو الذي جعل امين عام الجامعة العربية عمرو موسى يحذر من ان ضرب ايران سيؤدي الى كارثة في المنطقة. لكن هل هناك فرصة في واشنطن او تل ابيب لأخذ التحذيرات بعين الاعتبار? ام ان العالم اصبح يتعامل مع الحروب التي تُولّد كوارث تماماً مثلما يتعامل مع الزلازل المدمرة! فلا احد يفكر في منع الحروب قبل وقوعها باعتبار ان تجنبها امر مستحيل مثل الزلازل. وان المسألة تتعلق فقط بفرق الانقاذ والارقام الفلكية المالية التي ترصد على الورق لمساعدة البلد المنكوب, والنتيجة دائماً مئات الالاف من الضحايا وملايين المشردين ودمار شامل لا يترتب عليه دفع أي ثمن من الدولة المعتدية.
كثيرون يستبعدون ان تُقْدِمَ ادارة اوباما على ضرب ايران بينما مأزقها في افغانستان يتعمق كل يوم. لكن كثيرين ايضاً لا يستبعدون ان تأتي الضربة من اسرائيل ما يؤدي الى توريط واشنطن في حرب جديدة بالشرق الاوسط.
لقد وصف وزير الخارجية السوري قادة اسرائيل بانهم (زعران) وهذا اقل من حقيقتهم. فهم زعران يملكون قوة عسكرية تدميرية هائلة, وحليف امريكي اعمى منقاد لهم. وعلى دمشق ان تفكر طويلاً امام (الكلمات الناعمة) التي يصدرها نتنياهو تجاه سورية كلما تفوّه وزراؤه باصدار التهديدات لها.
مثلاً. هل هي سياسة العصا والجزرة? أم ان تل ابيب تخطط فعلاً لحرب تشمل ايران ولبنان فقط, وهي تسعى لعزل سورية عن مناصرة حلفائها في طهران وبيروت?.
من المبكر الجزم بتطور الاحداث في الربيع والصيف المقبلين. فقد تتحقق نبوءة حزب الله بوقوع عدوان اسرائيلي على لبنان. وقد يكون منتصف هذا العام موعد الحرب التي تحدث عن حتميتها الجنرال السابق بيليد, كل احتمالات الانفجار واردة في منطقة اصبح فيها الحديث عن السلام مثل الحديث عن (الغولة والعنقاء والخل الوفي).