زياد أبو عين شهيد اليوم العالمي لحقوق الإنسان
ارتكب جيش الإحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة، في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يوم الاربعاء 10/12/2014، ضمن ارهاب الدولة الذي يمارسه بحق الشعب الفلسطيني، فقد قتل جنوده الوزير الفلسطيني زياد ابو عين "ابو طارق" عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية في قرية ترمسعيا، قضاء رام الله، اثناء قيامه بزراعة الزيتون مع العديد من أبناء شعبه على أراضيهم الفلسطينية المحتلة، لآنه يعلم أن بساتين الزيتون لا تؤوى كلاب الصيد، ولا تنسى دماء الراحلين.
رحل ابو عين غاضباً، وهو يقود الصفوف تعبيراً عن الصمود، في مسيرة ترفض الإحتلال، والجدار العنصري، ومصادرة الآراضي، والإستيطان. استشهد حارس الآرض وهو يقود القوافل مدافعاً عن الارض بصدره وعزيمته وشجاعته، ولتحقيق الحلم الفلسطيني في عيون تواجه زمان العهر العربي الملوث، والمجد المدنس تحت أقدام المحتل.
سبحان الله، يبدو انه أدرك موعده للقاء الله سبحانه في علاه قد حان.. فاتصل بالصحافة، ووجهة الدعوة لهم للحضور، وقال لهم: تعالوا، وغطّوا هذه المسيرة، سوف يكون يوماً مميزاً. ولكن، للآسف كان يوم فراق البطل. فكان استشهاده مدمياً للقلوب ومدمعاً للعيون على فراقه. استشهد وهو يقول: "هذا جيش الإرهاب، والإحتلال يمارس الإرهاب بحقنا وعلى أرضنا، وهم يقومون بالإعتداء علينا، وهذا جيش الإرهاب يمارس القمع بحق شعبنا". كانت تلك الكلمات الأخيرة للشهيد.
انطلق مطمئناً إلى العلى، للقاء يجمعه والشهداء ياسر عرفات، وخليل الوزير، والياسين، والشقاقي، وأبو علي وكواكب شهداء فلسطين، انطلق وهو مطمئن البال بأن شعب الجبارين باق، ومتمسك بالحلم والأمل والحياة والعهد. شعب مفعم بالحب والحنان والاحترام والفرح. شعب يتقن لغة الاستمرار والبقاء بكرامة، واليقظة والنهوض نحو العزة، شعب على العهد باق من اجل فلسطين العظمى.
استشهد أبو عين في لهيب المعركة، وهو في الطليعة مع الأمل، وهو يعلم أن الأمانة في أعناقنا، تنتظر شمس النهار والحرية الحقة، وحق تقرير المصير. رحل مع قطرات المطر تسقي زيتوناً زرعه، وهو يقول: نعم لن نموت، نعم سوف نحيا. سمفونية الموت والحياة، ثنائية بل أحادية الحياة والانعتاق والتحرر، استشهد على تراب فلسطين اثناء تأديته الواجب الوطني في الدفاع عن الارض، ومجساداً الإيمان وصدق الإنتماء، وفق كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير عبد الرحيم محمود -قبل حوالي سبعين عاماً- حيث قال:
سأحمل روحي على راحتي.... وألقي بها في مهاوي الردى
فـإما حـياة تسـرّ الصديق.... وإمـا ممات يغيـظ الـعــدا
قتلوه، لآنهم يخشون الزيتون الفلسطيني، والحجر الفلسطيني، والتراب الفلسطيني، والموقف الفلسطيني المنحاز إلى الوطـن، هنيئاً لك الشهاده ابو طارق والخزي والعار للجبناء.
استشهد واقفاً على ناصية الحلم الفلسطيني، مقاتلاً وصانعاً للحلم، وهو على علم أن للحلم بقية. وأن شعب الجبارين هو من سبق قيادته، وأنه بالتأكيد أدرك أن الكيل قد طفح، وأنه قد حان كيل الصاع بصاعين.
ويا جبل ما يهزك ريح