بيع المخدرات في محلات القهوة السائلة .. بين الشبهة والحقيقة
المدينة نيوز - باتت شبهة ترويج المخدرات عبر محلات القهوة السائلة أكثر انتشارا وتداولا بين المواطنين، إذ زادت الشكوك لدى مواطنين بوجود محلات قهوة سائلة تبيع الحبوب المخدرة المذابة لزبائن خاصة ترتاد تلك المحلات صباحا ومساء.
صاحب محل قهوة سائلة سابق، فضل عدم ذكر اسمه، قال إنه عمل على فتح محل قهوة سائلة في إحدى مناطق جنوب عمان، وخلال عمله في المحل، كان يطلب منه بعض الزبائن الشباب منهم خاصة وضع حبوب مخدرة في القهوة ليبيعها لهم بأسعار خاصة ومرتفعة عن سعر القهوة العادية.
مواطن آخر، فضل عدم ذكر اسمه، قال إنه كان يقف في إحدى الليالي الصيفية أمام إحدى محلات بيع القهوة السائلة في عمان، فإذا به يسمع أحد الزبائن الذي اصطف بسيارته يقول للبائع "أعطني كاسة بـ3 دنانير وكاسة بـ5 دنانير" بحسب تعبيره.
وأشار المواطن إلى أنه يعتقد أن هذه "الكاسات" التي طلبها الزبون ما هي إلا قهوة بالمخدرات، متسائلا هل من الممكن أن يكون سعر "كاسة" قهوة بثلاثة دنانير أو خمسة.
يتساءل مواطنون، هل باتت محلات القهوة السائلة وكرا ومصدرا لبيع المخدرات وترويجها أم هي شبهة وإشاعة لا أكثر، بعيدا عن أعين الرقابة الأمنية، وهل تعلم الأجهزة الأمنية بتلك المحلات وسلوك أصحابها، وهل تمكنت من ضبط إحداها يبيع المخدرات في القهوة السائلة.
للإجابة على هذه الأسئلة، حملت "السبيل" تساؤلات المواطنين لمديرية الأمن العام، حيث صرح مصدر مسؤول فيها إن شكوك المواطنين وشبهاتهم حول محلات بيع القهوة السائلة قيامها ببيع حبوب مخدرة في القهوة وصلت للأجهزة المختصة في المديرية وهي على علم وإحاطة بها - وفقا للسبيل - .
وحول إن كانت الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط إحدى هذه المحلات، قال المصدر إنه إثر ورود معلومات حول قيام محلات قهوة ببيع المخدرات، تحركت الأجهزة المختصة إلى تلك المحلات وعملت على مراقبتها للتأكد بطرق خاصة من قيامها بذلك أم لا، لافتا إلى عدم إثبات أو ضبط أي محل يبيع مخدرات في القهوة التي يبيعها.
ودعا المصدر المواطنين، إلى التبليغ عن أي محل قهوة يثبت بحقه بيع المخدرات، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن التحرك فورا إلى المكان والعمل على التحقيق في الموضوع، مشيرا إلى جهود الأجهزة الأمنية في محاربة هذه الآفة الخطيرة على المجتمع وأثرها السلبي والسيء على صحة المواطنين.
في السياق نفسه، يرى مواطنون مهتمون في هذه القضية، ويعملون على مراقبتها، أن مجرد انتقال صاحب محل قهوة سائلة من مستوى مادي متدني إلى مستوى آخر مرتفع بعد فتح المحل بفترة وجيزة أمر يدعو إلى الشبهة والتحقق والتساؤل.
إذ يجد هؤلاء المواطنون أنه لا بد من توجيه سؤال لصاحب المحل "الذي ظهرت عليه النعمة بهذه السرعة"، " من أين لك هذا"، مبدين استغرابهم قائلين، هل بيع القهوة السائلة يمكّن الشخص من شراء منزل وسيارة وشراء أفضل الملابس والأغراض الشخصية، على حد قولهم.
وعليه، ولقوة هذه الشبهات حول محلات قهوة سائلة، تقدم النائب زكريا الشيخ إلى الجهات الأمنية بأوراق ووثائق تجرم شخصيات يملكون تلك المحلات، ويتخذونها واجهات لبيع السموم والمخدرات.
يذكر أن أمانة عمان كثيرا ما تحرر مخالفات لمحلات بيع القهوة السائلة، لمخالفتها الشروط المهنية المطلوبة.
وبحسب أرقام دائرة تراخيص المهن والاعلانات في أمانة عمان الكبرى، يبلغ عدد محلات بيع المشروبات الساخنة والباردة والمرطبات بكافة اشكالها "2252" محل تتوزع كالتالي "122" محل تقديم قهوة سائلة ، "1061" محل بوفيه ، "1069" محل كفتيريا .
يذكر أن الأمانة أوقفت إصدار رخص مهن لمحلات بيع القهوة الساخنة منذ عام 2007 وللبوفيه والكفتيريا منذ عام 2009، باستثناء ترخيص المحلات الواقعة داخل المولات والمواقع المغلقة لعدم وجود أضرار وازدحام مروري بسببها.
وأوقفت الامانة عملية نقل الملكية لمهن البوفيه والكفتيريا للحد من انتشار المهن المذكورة ، مع العلم انها اوقفت منذ العام 2007 عملية نقل الملكية لمهنة تقديم القهوة السائلة.