18/ 12

الثامن عشر من كانون الأول هو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة قرارها بادخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة ، وهو ذات اليوم الذي اعتمدته اليونسكو عام 2012 يوما عالميا للغة العربية .
وقبل القرار الأخير للأمم المتحدة كان هناك ضغوطات وجهود مارستها الدول العربية في الأمم المتحدة كانت أولى نتائجها اصدار الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا في ( 4/ 12/ 1954 ) يجيز الترجمة التحريرية فقط الى اللغة العربية وبما لايزيد عن ( 4 ) آلاف صفحة سنويا على ان تتحمل الدولة المعنية تكاليف الترجمة وان تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية او قانونية تهم المنطقة العربية .
وفي عام 1973 وبعد استمرار الضغط العربي قررت الجمعية العامة للامم المتحدة ان يتم استعمال اللغة كلغة شفوية ، واستمر ( النضال ) الى ان تم ادخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الامم المتحدة حتى كرست اليونسكو في اكتوبر 5 تشرين الأول من عام 2012 يوم 18 كانون الأول من كل عام يوما عالميا للغة العربية .
ما سبق من محطات معارك دبلوماسية للحصول على اعتراف أممي باللغة العربية ، وان تكون لغتنا العربية لغة رسمية في الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة ، وهي معركة ضرورية لاعطاء اللغة العربية مكانتها الدولية ، وهو أمر لا يتعلق بالجانب السياسي فقط بل الأهم هو الجانب الثقافي والحضاري لأن اللغة العربية هي الناطق الرسمي والمعبر الحقيقي عن حضارة أمتنا الممتدة قبل الاسلام قرونا ثم امتزجت بما قدمه الاسلام من مضمون وعقيدة وحضارة وقيم، ثم امتزجت ايضا بحضارات دول وشعوب دخلها الاسلام في كل انحاء جغرافيا العالم انذاك .
لكن الملفت اليوم اننا كلما تحدثنا عن اللغة العربية يكون معظم حديثنا عن رعايتها وحمايتها في ارضها وبين ابنائها ، وشكوى الجميع مما تتعرض له اللغة العربية من تجاوز او اهمال وعن مكانتها وبخاصة بين أبناء الجيل الجديد في ظل تطور التكنولوجيا والاستخدامات للحرف الاجنبي ، اضافة الى الخلط بين العربية والانجليزية اثناء الحديث او الكتابة .
تعلم لغات العالم ميزة وضرورة ، كما ان حماية لغتنا العربية فريضة ، ولعل ما تريده اللغة العربية منا ان نتعلمها وان نتحدث بها ونكتب بها ونفكر بها ، وان نعطيها مكان الصدارة في تعاملاتنا ، فلسنا امام خيار العربية وحدها دون غيرها ، بل ان نكون عربا ، وان نكون جزءا من العالم نتقن التواصل مع حضارات وثقافات الآخرين .
عندما تكون العربية في مدارسنا واعلامنا وجامعاتنا واسواقنا ، نتعلمها ونتحدث بها ونكتبها ونفكر بها فان هذه هي العناية والحماية للغة القرآن والأمة .
(الرأي 2014-12-18)