بأيّ ذنب قُتلت؟

في البداية، ظننتُ أنّ هناك خطأ في الرقم، ولكننّي عُدت إلى مصدره الرسمي لأكتشف أنّه صحيح، حيث تمّ ضبط ٦٢٥ طنا من المارتديلا «المشكوك بمصدرها»، منها خمسة أطنان فاسدة، وجاهزة للتعبئة في أحد المصانع.
وبحسبة صغيرة، نكتشف أنّ هذه الكمية تعني نحو مليونين ومئتي ألف علبة، سيأكلها نفس العدد من الناس، أو أكثر، وهم جميعاً سيكونون مُعرّضين لأنواع التسمم، التي تبدأ من البسيط لتنتهي بالتسبب بالموت.
قبل أقلّ من شهرين انشغل المجتمع الاردني بوجبة فاسدة، في مطعم فندق فخم، أدّت إلى وفاة امرأة وطفلها، وما زالت تداعياتها متواصلة، وخلال السنة الفائتة لم يمرّ يوم واحد دون الكشف عن حالات تسمّم، من هذا النوع، وغيره، وعلينا أن نفترض أنّ هناك الكثير ممّا لم نسمعه، أو نقرأ عنه.
حصيلة يومي أمس وأمس الأول كانت أيضاً: إتلاف طن من البرتقال بسبب وجود الديدان داخل الثمار في الشوبك وهي مستوردة من الخارج، وتسمم عائلة من تناول البوملي في إربد، وضبط مئتي كيلو جبنة متعفنة، وثلاثمئة وخمسين تنكة من زيت زيتون مغشوش، وكلّها ليست مجرّد أرقام صمّاء، بل أرواح بشر مُعرّضة للموت دون إمكانية السؤال: بأيّ ذنب قُتلت؟
السبيل 2014-12-21