نار الأسعار ولا غاز «العدو»

للأسف الشديد خطفت صفقة الغاز الإسرائيلي الأضواء والجدل تماما من ملف الإرهاب ونقاشات داعش وشقيقاته وما يحصل في الإقليم بعدما تورطت النخبة السياسية في البلاد بمراقبة تلك المواجهة الباطنية التي تتربص بقرار الحكومة وما قد يتلوها من "انفعال" برلماني.
برغم أن بعضهم يأخذ على الحكومة موافقتها على النقاش العام بصفقة الغاز قبل توقيع المذكرة المعنية إلا ان المسألة باتت مثارا لنقاش الرأي العام وبدأت تجتاح بيوت الأردنيين جميعهم وتحصل على الحصة الاوفر من كلام مجالساتهم ونقاشاتهم وهو امر لا ندري هل هو صحي أم غير صحي.
بالأحوال كلها يثبت ما حصل شعبيا ان وجدان الشعب الأردني وبعيدا عن الحسابات والاعتبارات السياسية متصلب عند فكرة "عدو واحد" لا يقبل القسمة حتى بعد توقيع معاهدة سلام وهو العدو الإسرائيلي.
الدفاع عن استيراد الغاز من إسرائيل مهمة صعبة ومعقدة وتشعر صاحبها بالخجل عموما، لكن اهم دروس النقاش العام يتمثل برأيي الشخصي في تذكير العالم والقرار السياسي بان المزاج الشعبي الأردني لا يؤمن بأية علاقة من أي نوع مع إسرائيل، ولديه ثأر معها ولا يأمن جانبها، بصرف النظر عن حملات الماكياج التي يتعهد بها النظام الرسمي العربي. هي عليه إسرائيل في مواجهة مشاعر الشعب الأردني المتوحدة ضدها حتى وإن كان الثمن التورط باسعار الغاز الدولية برغم ان بعض الخبراء يصرون على وجود "بدائل" في قبرص او فلسطين او حتى في إيران.

العرب اليوم 2014-12-22