ملتقى البرلمانيات الأردنيات
استضافت مبادرة «زمزم» ملتقى البرلمانيات الأردنيات، في ندوة حوارية متميزة، أشرف الملتقى على إدارتها من خلال النائب «آمنة الغراغير» بحضور مجموعة من البرلمانيات المتميزات بالنشاط والحركة الدائبة والمواقف الشجاعة تحت قبة البرلمان وفي مختلف المحافل الشعبية.
ملتقى البرلمانيات يمثل مؤسسة أردنية أصيلة، استطاعت أن تحقق نجاحاً ملموساً، وتقدماً ملحوظاً على قاعدة تطوير العمل البرلماني النسائي، ورفع سوية الأداء السياسي لمجموعة البرلمانيات الأعضاء في مجلس النواب، من أجل تحقيق الفاعلية المطلوبة لنصف المجتمع، حتى لا تبقى النساء عبارة عن خزان تصويتي وكتلة تابعة للذكور، وإنما المطلوب الارتفاع إلى مستوى المشاركة النسائية الحقيقية في بناء المجتمع والدولة على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الصعيد السياسي.
لا يعقل أن يطير الطائر بجناح واحد، واليد الواحدة لا تستطيع التصفيق، وكذلك المجتمع فلا يعقل أن يتقدم أو يتطور إلّا من خلال جناحيه الرجال والنساء، على قاعدة المشاركة والتكامل السليم المؤطر والمنظم، انبثاقاً من فلسفة التعاون البناء وليس على قاعدة الصراع والإحلال والإبدال.
نحن في مبادرة «زمزم» نتبنى فلسفة الإسلام الحقيقية القائمة على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات على الجملة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتربوية انطلاقاً من قوله تعالى :» وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ» ومن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- «النساء شقائق الرّجال» ومن خلال قواعد الإسلام ومبادئه العامة التي تقرر بشكل قطعي :أن الرجل والمرأة سواء في أصل الخلقة، وسواء في التكريم الآدمي، وسواء في الخطاب التكليفي العام، وسواء في الجزاء والحساب والعقوبة في الدنيا والآخرة.
مما يحتم علينا جميعا الإسهام برفع سوية أداء المرأة السياسي والبرلماني، من أجل رفع سوية البرلمان الأردني كله، حتى لا يكون الوجود النسائي عبارة عن شكل وديكور، وأن لا يكون دور المرأة تابعاً وناقصاً ومجزوءاً، وليس من أجل إرضاء بعض الأطراف الخارجية، ولا من أجل المباهاة أمام وسائل الإعلام.
لقد استمعنا في الندوة إلى مداخلات في غاية الأهمية، وعلى مستوى عالٍ من تحمل المسؤولية العامة، تدل بشكل واضح على تطور الأداء البرلماني والسياسي للبرلمانيات الأردنيات؛ من خلال حديث النائب ريم أبو دلبوح، والنائب رولا الحروب، والنائب وفاء بني مصطفى، والنائب هند الفايز، والنائب شاهة العمارين، حيث يمكن القول أنهن سطرن صفحة أردنية مضيئة، تستحق الإعجاب، وهي مقدمة لعمل برلماني أكثر تقدماً، وأكثر تطوراً في المستقبل.
لقد فتحت الندوة باباً للتعاون في هذه المجالات في المستقبل، من أجل الإسهام في تقديم الآراء، وتداول المعلومات وإقامة الندوات، والورش العلمية المشتركة التي تسهم في بناء مجتمعنا الأردني، وتسهم في صياغة نهضة علمية متميزة قائمة على إرساء أعراف عملية في البحث عن الكفاءة والبحث عن التخصص والقدرة، دون تمييز قائم على الجنس أو الجهة أو الدين أو المذهب، حيث أن ذلك يمثل الطريق الوحيدة للنهوض والتقدم.
الدستور 2014-12-29