قوانين الطبيعة
تعجبني الفيزياء وقوانين الطبيعة. وكم سرّني قول اينشتاين :"العلم علمان؛ الفيزياء والبقية هوايات".
وكثيرا ما تساعدني قوانين الفيزياء في الحياة ابتداء من كيفية سلق البيضة حتى محاولة فهم كيفية عمل المفاعلات النووية.
وهناك قوانين يمكن تطبيقها على الإنسانيات أيضا. فقد فهمت مثلا نظرية النسبية من الحب والانتظار؛ فعندما كنت أنتظر من أحب كانت الثواني تمر كأنها ساعات، وعند اللقاء تتحول الساعات إلى ثوانٍ معدودات.
ومن قوانين الفيزياء نظرية الحيِّز. فعندما تسكب ماء في كأس فأنت تملؤها بالماء وعندما تشرب الماء الموجود بها تقول الكأس فارغة، وهذا غير صحيح فالكأس حقيقة ملأى بالهواء.
في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت فكرة القومية العربية تملأ الفضاء العربي، وعندما اتجهت الدول إلى التقوقع في قطريتها كان من الطبيعي أن يتم ملء هذا الفراغ بأفكار عجيبة غريبة ابتداء من السحر والشعوذة حتى داعش أخيرا.
وكانت الفلسفة ملكة جمال العلوم في الجامعات، فتم استبدالها بسباقات مزاين الإبل التي أصبحت لها فضائيات متخصصة.
ولأني أشعر هذه الأيام أن العرب في تيه كتيه بني إسرائيل، أميل إلى قراءة كتب التاريخ لفهم ما يجري.
وهناك ضرورة لقراءة التاريخ خاصة للحكام ومستشاريهم ورجال السياسة والعسكريين. وهناك كتاب ممتاز للمؤرخ الأميركي ول ديورانت (1885 – 1981) صاحب موسوعة "قصة الحضارة" كتبه في نهاية حياته بعنوان "دروس من التاريخ".
وقد علّمنا التاريخ أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تستمر، وفي النهاية تثور الشعوب على الاستبداد والقهر.
وما أمثلة دكتاتور تونس بن علي وزوجته، وصاحب الصفحة من الألقاب معمر القذافي إلا أمثلة معاصرة ومع ذلك لا يتعلم الآخرون.
ومن قوانين الطبيعة أنها ترد بعنف على من لا يحترمها، وعدم احترام توازنات الطبيعة البيئة يعني مزيدا من ندرة الموارد والهجرات القسرية. وهناك أمثلة من التاريخ تبين أن الحروب تعمل على تخفيض أعداد السكان في منطقة معينة إذا لم يتم تقاسم الموارد بطريقة عادلة.
إن الهجرات العربية من الجزيرة العربية للشمال كانت تحدث عندما تقل خيارات التنمية "نظرية الفيض"، وهو الأمر نفسه الذي يفسر مغامرات آلاف المهاجرين سنويا من شمال أفريقيا للوصول إلى شواطئ اوروبا.
العرب اليوم 2015-01-01