المشهد الايراني في قراءتين!

تم نشره الأحد 14 شباط / فبراير 2010 02:56 صباحاً
 المشهد الايراني في قراءتين!
خيري منصور

 

هناك مقتربان للتعامل مع المشهد الايراني الان ، وفي حمى السجال والاحتدام بين النظام والمعارضة ، المقترب الاول هو بمثابة تصفية حسابات سياسية او ايديولوجية ، لهذا يبقى هذا المقترب الثأري ناقصا ، وغير موضوعي ، تماما كما ان المقترب المضاد وهو تصور كل ما يجري في ايران كما لو انه يحرك ويدار بالريموت كونترول من خارج الحدود يفتقر هو الاخر الى الموضوعية ، والمسألة الان اعقد من المفاضلة بين نصفي زجاجة بحيث تبدو ممتلئة لمن يريدها كذلك وفارغة لمن انتظر مثل هذا اليوم.

ما يجري في ايران لا يشذ عن القاعدة الذهبية لتاريخ الثورات ، سواء تلك التي اكلت اباءها او التي اكلت ابناءها وثلاثة عقود بمقياس زمننا الذي يتسارع فيه الايقاع وتحرق المراحل كافية لان يكون هناك في ايران جيل لم يشهد الثورة وقد يكون فـُطم عنها بعد البلوغ السياسي والاسئلة والهواجس الاكثر تداولا الان في ايران هي حول الديمقراطية وحقوق الانسان وبالتالي حول مجتمع مدني بمواصفات تتخطى الايديولوجيا وفقه الدولة الثيوقراطية ، ولا بد لهذا الحراك ان يفرز مناخات ملائمة لتيارات اصلاحية ، لا ترى بان التاريخ توقف عند عام 1979 وهو العام الذي يعتبر فاصلا وحاسما في النصف الثاني من القرن العشرين ، لان شهد جملة من الاحداث الانقلابية حولت العقود الثلاثة التي اعقبته الى مجرد مجال حيوي له.

وتعدد القراءات السياسية لاحداث ايران التي لا يمكن لها ان تختزل في مفردة واحدة هي الشغب ، هو نتاج منطقي لتعدد المرجعيات التي تتحكم بهذه القراءات ، وان كانت الاسقاطات السياسية وما يسمى التفكير الرغائبي لا يغيران من الامر شيئا ، فايران مقبلة على تحولات اجتماعية وثقافية وبالتالي بل بالضرورة سياسية والعينات التي تقدم لنا من خلال الفضائيات حول النظام وخصومه ليست مجرد لعبة كلامية لان لكل طرف قاعدة يرتكز اليها ، وكل مرسل مرسل اليه ايضا.

والمتغيرات الكونية التي عصفت بكوكبنا خلال الثلاثين سنة الماضية ولم تكن ايران في منجى منها ، لان التشرنق لم يعد متاحا لاحد ، وما لا يدخل من الابواب يأتي من النوافذ،

وقد تكون النبرة الراديكالية التي يتسم بها الخطاب الرسمي في ايران مدعاة لمزيد من الاحتدام مع من يسمون الاصلاحيين ، لهذا لم تعد هناك خطوط حمراء ، بعد اعتقال رموز الثورة الايرانية ومنهم ابنة آية الله خميني ، ورؤساء سابقين منهم من كان من المقربين للامام الراحل ، وبمقياس منطقي وتقليدي ايضا فان بقاء الحال على ما هو عليه او ما كان عليه قبل عقود من المحال ، لان حساسية الاجيال الجديدة واحتياجاتها النفسية والمعرفية وحتى الجسدية تفرض تغيرات وحراكا لا سبيل الى تدجينه او حتى الحد منه والقوة وحدها لا طائل من ورائها ، لانها تستولد ردود افعال اكثر تشنجا ولا بد في النهاية من حرب اهلية حتى لو كانت باردة لكن تزامن هذه الاحداث في ايران مع التصعيد الامريكي الذي لا يستبعد الخيار العسكري هو ما يضيف بعدا درامتيكيا للمشهد الايراني ، رغم رهان النظام على ان التحدي الراهن قد يردم الهوة بينه وبين خصومه الاصلاحيين لكن مثل هذه الرهانات جربت من قبل وفي عدة ساحات اسيوية وافريقية ولم يكن النجاح حليفها على الدوام،

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات